ضيفنا لهذا الاسبوع شاعر واعلامي من جيل الماضي القريب كان له تواجد ملحوظ في فترة من الفترات خدم من خلالها الشعر في المنطقة وذلك من خلال انشائه لمنتدى شعراء رأس تنورة ومن خلال مشاركاته في زاوية «مدارات» سابقاً في الصحف المحلية .. له العديد من الآراء التي تسهم في الارتقاء بالشعر في المنطقة وذلك ما لمسناه من خلال اجاباته في هذا الحوار.. انه الشاعر صالح بن درهم فمع الحوار.. في البداية نرحب بك عبر صفحات في وهجير. - وانا ارحب فيكم اكثر وشاكر لكم هذا اللقاء. نتحدث عن فكرة ابتعادك عن الساحة في وقتها الحالي؟ - اعتقد ان الشعر من مفهومي لا يكون بيد الشاعر نفسه ينهيه متى ما شاء واما مسألة الحضور الاعلامي واعتقد انك “تقصد ذلك” فهو يعود للشخص نفسه ولقناعاته ورغبته في ان يكون حاضرا او غائبا. صرح احد الشعراء ان المهرجانات على مستوى المملكة لا تكون الا في مناطق محددة لماذا لم تكرس خبرتك في خدمة مثل هذه المهرجانات؟ - الادب ليس بحاجة الى مهرجانات للإبداع وربما لو لاحظت انني لست مع مثل هذه المهرجانات من قبل فالشعر له ملكة معينة ومتميزة يستطيع ان يخلق بيئة خاصة به وتكون لها علاقة بالحياة بكل جوانبها وانا حرصت ان يكون للشعر بيئة معينة في فترة من الفترات وذلك من خلال انشاء اول منتدى للشعر “برأس تنورة” والذي يعتبر اول ملتقى للشعراء على مستوى المملكة والخليج قاطبةً. هل كان لذلك المنتدى علاقة بمنتدى شعراء المنطقة الشرقية ام انه منتدى آخر؟ - يا سيدي الفاضل المنتدى الذي أنشأناه هو المنتدى الاول على مستوى الخليج وهو المنتدى الذي يسمى “بمنتدى المنطقة الشرقية” وقصة انتقاله للدمام معروفة وقصة انتهاء علاقتنا به ايضاً معروفة ونحن نمتلك ما يثبت مصداقيتنا في هذا المجال. وهل تعلم عن ايقاف هذا المنتدى بالرغم من تقديمه لشعراء وإعلاميين مميزين في الساحة في وقتنا الحالي؟ - عزيزي انت فتحت موضوعا حساسا وانا رجل صريح .. نهاية المنتدى امر طبيعي وكانت متوقعة من قبل وما كنا نسعى اليه من معايير ومقاييس للمنتدى كانت مختلفة عما عمل به منتدى الدمام والمنتدى الذي أسسناه كان في نادي “رأس تنورة” والذي يعتبر اول ناد ثقافي يحتضن هذا المنتدى على مستوى ليس المملكة فقط بل الخليج كما ذكرت واضف الى ذلك ان الضيوف الاعزاء الذين كانوا من ضمن المدعوين لهذا المنتدى هم اسماء قوية مثل محمد بن دخيل العصيمي وشبيب المطيري والشاعر منتظر وكما ان جريدة “اليوم” غطت نشاطنا كأول نشاط شعري على مستوى المملكة وكانت فكرة الانتقال الى الدمام كونها المنطقة المتوسطة جغرافياً على ان يكون الانتقال بنفس المعايير والمقاييس وبنفس التوجه والنهج الفكري الذي ننهجه ولكن للأسف اختلفت المواضيع في الدمام كما ان منتدى رأس تنورة قدم شعراء جيدين للساحة مثل سعد الشمراني وعبدالله الاسمري ومهدي ال حيدر وغيرهم. نهاية المنتدى امر طبيعي وكانت متوقعة من قبل وما كنا نسعى اليه من معايير ومقاييس للمنتدى كانت مختلفة عما عمل به منتدى الدمام والمنتدى الذي أسسناه كان في نادي «رأس تنورة» والذي يعتبر اول ناد ثقافي يحتضن هذا المنتدى على مستوى ليس المملكه فقط بل الخليج. وماذا اختلف بعد الانتقال؟ - نحن ظلمنا اعلامياً في هذا المضمار ولكن مازلت احتفظ بالوثائق التي لدي ونحن كأصحاب فكرة لتأسيس هذا المنتدى واصحاب المنتدى الآن وغداً فالفكرة كانت فكرتنا والتنفيذ كان تنفيذنا. وماذا عن مؤسس المنتدى بالشرقية الشاعر خضير البراق؟ - الاستاذ خضير البراق كان احد المدعوين في منتدى رأس تنورة وكان له دور في الامسيات بحكم خبرته وهو كان مشرف صفحة شعرية وهو احد الاشخاص الذين نادوا بالانتقال الى الدمام وقاد المجموعة حينها. في حديثك اشرت ان المنتدى سوف ينتهى .. لكن الا تعتقد ان ذلك حصل بعد 25 سنة من العطاء وهذه كفيلة بالنجاح الذي حققه؟ - هو توقع .. ولكن لو سألتك ماذا قدم المنتدى؟؟ فلو كان تنظيم المنتدى للأمسيات لشعراء معروفين يعتبر خدمة للشعر؟؟ الاختلاف كان في منهجية العمل في المنتدى فالمجموعة التي كانت تتواجد من الشعراء المعروفين وليس من المواهب وشعراء الشباب. هل يعني ذلك ان تنفي أن المنتدى لم يقدم شعراء للساحة من الشباب؟ - العفو انا لا اقصد ذلك انا خرجت منذ فترة طويلة ولا اعلم ما حدث بعدي ولم اكن على اطلاع بأنشطة المنتدى بعدي. وماذا عن الشعراء الذين تخرجوا من منتداكم هل نسبوا نجاحهم للمنتدى؟ - كان هدفنا خدمة الشعر والمحافظة على الموروث ولم نكن ننتظر اي مدح او اشادة من احد. بعيداً عن ذلك هل ما يحدث في الساحة الآن هو سبب ابتعادك عنها؟ - كل انسان له قناعاته وظروفه وانا لدي ظروفي التي ابعدتني حتى عن نفسي وعن اسرتي في بعض الاوقات وتركي للساحة بسبب ظروف كانت اهم من بقائي في الساحة. انت عشت في مرحلتين سابقة ولاحقة للشعر ما الفرق بين تلكما المرحلتين؟ - هناك فرق شاسع يا سيدي والمراحل التي تتحدث عنها هي الماضي القريب والحاضر الذي نعيشه وانا اريد ان اعود لعمالقة الشعر من ايام محسن الهزاني ومرشد البذال وبن حثلين وهم عمالقة الادب في زمن ماض وهم الآن مازالوا معنا بقصائدهم ولكن في الشعر الحديث كان عملاق الثقافة والادب السعودي المرحوم سمو الامير عبدالله الفيصل “المحروم” والذي خلق منعطفا كان الاجمل في الشعر وهو من نقله الى مرحلة الثقافة في المفردة اللغوية الاكثر وعياً والجيل الذي تلاه كسمو الامير خالد الفيصل وغيرهم هؤلاء أسسوا مدارس جديدة للشعر ومثلوها بكل اقتدار حتى اتت القصيدة الاخرى الموازية وهي قصيدة التفعيلة والنثر والذي ابدع فيها مهندس الكلمة بدر بن عبدالمحسن كل هؤلاء يمثلون الشعر الذي انا اتحدث عنه دائماً. ولا يعنيني ما يدور في الساحة الآن والذي لا اسميه “هياط” بل “عنتريات زمان الشعر الجديد” وان لم يكن على غرار الادب الموصول من جيل الى جيل فهو لا يهمني. بصراحة .. ما وجهة نظرك حول شعراء الساحة في الوقت الحالي؟ - انا مقل جداً في المتابعة ولا انفى وجود شعراء رائعين وهناك شعراء تفردوا وتميزوا ولذلك لا يمكن ان نعمم الوصف السابق على الجميع فهناك شعراء اصحاب تجربة ونضج ولكنهم قلة. في فترتكم لم يكن هناك هجاء وتراشق بالابيات فيما بينكم ولكننا نرى ذلك الآن جلياً بين شعراء هذا الزمن؟ - لو دققت في اجاباتي لوجدت الاختلاف فهي “العنتريات” كما ذكرت اضف الى ذلك ان من كان يريد النشر من الشعراء السابقين وبمجرد نشر القصيدة يُعرف كاتبها حتى لو لم يكن اسمه مذيلا بها فالشاعر سابقاً كان له تقييم بعكس ما يحصل الآن من النسخ واللصق والتجاوزات . وكما اطلب منك ان تراجع اعدادكم الماضية قبل سنوات وتحديداً في هذه الصفحات في زاوية كنت قد كتبتها وهي بعنوان “مدارات” وكانت مقدمة كلامي هي “اقل ما يمكن ان يتحلى به المرء وهو في ساحة الأدب..الأدب”. الا تعتقد ان غياب الشعراء الكبار يترك مجالا لصغار الشعراء بالتلاعب في موازين الساحة؟ - لا شك ان هذا هو احد اهم اثنين وهو الناقد الذي فقدناه وترك الحبل على الغارب فهناك نقد بناء في جميع المجالات. ولكن اغلب الشعراء لا يحبون ان يكون هناك لهم ناقد لأشعارهم او افعالهم في الساحة؟ - الآن الساحة لا يوجد فيها معايير ومقاييس للكلمة والكلمة “كالسيف” والتي لابد ان توزن في صحافتنا واعلامنا. وكيف وجدت تجربتك في الاعلام الشعري؟ - كنا نمثل حراكا شعريا جميلا وكان ذلك مع الاستاذ خضير البراق والحقيقة كنت اكتب عمود مدارات وقراءة مساءات والتي كنت اريد من خلالها نقل ما رأيناه في المنتدى ليكون واجهة اعلامية مساندة للمنتدى في ذلك الوقت. وما سر ابتعادك عن الكتابة ايضاً؟ هي ظروف مرت بي حتمت على التواجد بقرب والدتي لمرضها ومن ثم والدي وترك كل شئ لهم وهو قرار راض عنه وهو اقل ما اقدمه لهما. ولا اخفي عليك حنيني للكتابة. ما استقراؤك للساحة مستقبلاً؟ - الساحة الشعرية مفتوحة وهو فضاء اتسع والغث اصبح هو الشهد ونحن لا نريد ان يعتقد الشعراء اننا نهاجمهم فهناك افكار تسئ لقيمنا ومبادئنا والمملكة العربية السعودية تحديداً فلابد ان نحرص اننا نمثلها خير تمثيل والامور اختلط حابلها بنابلها والتحكم في الساحة صعب بلا شك خصوصاً عندما تكون المقاييس الشعرية تٌحكم من قبل من لا ناقة ولا جمل له فيها. ماذا تقصد؟ - (الجميلين) غادروا الساحة والذين كانوا يشرفون على صفحات لا يخرج منها الا كل جميل فعلى سبل المثال الحميدي الحربي وراشد بن جعيثن وخضير البراق فهذه الاسماء اين هي مع احترامي الفائق للموجودين الآن . فنحن نرى قنوات اخرى كالانترنت والمواقع الاخرى وغيرها والتي تفتقد الى معايير الشعر الجميل. وهل تعتقد ان اقحام الشعر في المواقع الجديدة اصاب المتلقي بالملل؟ - نحن لسنا ضد التكنولوجيا والعلم ولكن نحن نبحث عن المعايير الجيدة للشعر والتي لا تخدش العادات والتقاليد بالإضافة الى الابداع فهناك ابيات شعر خالدة تعادل سبعة دواوين . وهناك شعراء في قمة الابداع والجمال لا يملكون ديوانا واحدا وهناك ادباء لم يجمع لهم دواوينهم الا الورثة بينما هناك من “يفرخ” دواوين وهناك من يصفق للغث. رساله تحب ترسلها من خلال هذا الحوار؟ - لا اعتقد انني استطيع القول الا “الكلمة ..اشد من وقع الرصاصة القاتلة”. كلمة اخيرة؟ - اتمنى انني لم اسئ لأحد فهناك اناس لهم باع طويل في الساحة وقدموا الجميل واتمنى انني لم اكن ضيفا ثقيلا او ان هذا اللقاء قد اغضب احدا فأنا لا اعرف الا الحقائق ولا اتكلم الا بها ولم تكن لدي عدائيات في الساحة من قبل ولا احب ان اختم حياتي فيها بالعدائيات . ولا انسى ان اقول ان الوطن بحاجة لنا حتى في “الكلمة” فبلدنا وابناء بلدنا “قدها واكثر”.