دأب نادي الاتفاق منذ نحو أربعة عقود على صقل وتأهيل الكوادر والكفاءات الإدارية والفنية، التي تبوأت مناصب ومواقع قيادية مختلفة لخدمة كرة القدم المحلية والقارية والعالمية، وأثبت هذا النادي العريق، الذي تأسس عام 1945 ويتخذ من الساحل الشرقي مقرا له وتحديدا مدينة الدمام، أنه لم يكن في يوم من الأيام رقما هامشيا في تاريخ الرياضة السعودية، بل كان ومازال يُشكل رقما صعبا في تصدير الكفاءات بدءا من الراحل عبدالله الدبل وحتى المدرب الوطني سعد الشهري، الذي وقّع يوم أمس الأول عقدا مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لقيادة المنتخب الأولمبي خلال المرحلة المقبلة. فعلى المستوى الإداري، يأتي في مقدمة هؤلاء القامات والهامات الرياضية الراحل عبدالله الدبل، الذي قدم اسهامات كبيرة لتطوير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من خلال ترؤسه للجنة المسابقات بالاتحاد القاري إلى جانب عضويته في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي وعضويته في اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم خلال الفترة من 1990 وحتى 2006. كما تقلد فيصل العبدالهادي عدة مناصب بدءا من الإشراف على المنتخب الأول، ثم تعيينه أمينا عاما للاتحاد السعودي، ومن ثم تعيينه مديرا لمكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية. وسار محمد المسحل على خطى سابقه فتولى إدارة شؤون المنتخبات الوطنية لكرة القدم، ثم أمينا عاما للجنة الأولمبية السعودية وعضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي، كما تولى صالح خليفة منصب مدير منتخب الناشئين، فيما تواجد عدنان المعيبد كعضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم ومتحدثا رسميا للاتحاد السابق. وشغل زكي الصالح منصب مدير المنتخب الأول وساهم في تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2018. أما في الوقت الحالي، فيتواجد عمر باخشوين الذي يشغل منصب مدير المنتخب الأول إلى جانب عضويته في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فيما تولى ياسر المسحل أكثر من منصب بدأها كمدير تنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي ثم نائبا لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحاليا يعمل كعضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضوا في لجنة الانضباط الآسيوية والدولية. أما على الصعيد الفني، فيبرز المدرب الوطني القدير خليل الزياني -عميد المدربين- الذي ساهم في قيادة المنتخب الأول لتحقيق أول انجاز قاري عندما توج بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه عام 1984 فضلا عن بلوغ المنتخب لأولمبياد لوس أنجلوس، إلى جانب نجاحاته كمدرب مع فريقي الاتفاق والقادسية اللذين حقق معهما العديد من البطولات المحلية والإقليمية والقارية. ونجح فيصل البدين كمدرب من خلال إشرافه على المنتخبات السنية قبل أن يكون مدربا مؤقتا للمنتخب الأول مطلع التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وكأس أمم آسيا، ومن ثم أصبح مساعدا لمدرب المنتخب الأول، في حين تولى عمر باخشوين تدريب منتخب الناشئين في فترة سابقة بعد أن كان مساعدا للمدرب، وها هو الآن سعد الشهري يتولى تدريب المنتخب الأولمبي بعد أن كان في فترة سابقة مدربا لمنتخب الشباب، الذي قاده لنهائي كأس آسيا للشباب قبل أن يخسر النهائي أمام اليابان بركلات الترجيح ومن ثم المشاركة في نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية، التي نجح خلالها في قيادة الأخضر الشاب للدور الثاني من البطولة.