نظمت جمعية الثقافة والفنون في الدمام، معرضا فنيا تشكيليا حمل عنوان «مبحرون»، وعرض 30 لوحة جسدت تراث المنطقة الشرقية في تصورات وأساليب تشكيلية تعبيرية وتجريدية حداثية الرؤى، ويستمر ستة أيام. افتتح المعرض أمس الأول مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية ماجد بن محمد البابطين، وبحضور مدير فرع الإعلام الخارجي بفرع وزارة الثقافة والإعلام بالمنطقة فهد بن عبدالله النعيم، ومدير جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام يوسف الحربي، ومدير العلاقات العامة بفرع الوزارة إبراهيم آل عبيه، والعديد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي بالمنطقة. حمل معرض «مبحرون» الذي قدمه الفنانون «منير الحجي، عباس رقية، حسين المصوف، وفاضل أبو شومي» خصوصية التجلي الفني في التعبير عن الانتماء والتماهي مع الطبيعة والإبحار في تفاصيلها وانعكاساتها على الذات حنينا ومشاعر وتواصلا واعتزازا. طبيعة الشرقية من جهتها، أوضحت مشرفة لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام يثرب الصدير، أن المعرض يسرد التراث ألوانا ويقدم المنطقة الشرقية في طبيعتها المتنوعة بحرا ونخيلا وزراعة وأزياء شعبية في تصورات جدلية تحاكي الجمال المنبعث من عبق الشعور بالانتماء. جدليات الألوان# جسدت أعمال المعرض رؤى متجددة حملت جدليات الألوان والأشكال لتسرد الوطن في مشاهد بديعة، بعد أن تناضجت الصور لقصائد ملونة استندت على الإحساس المتناغم مع العلامات الضوئية وتدرجاتها. كما في أعمال الفنان حسين المصوف التي تشبعت بصور البحر وحالاته وتوغلت في عمقها إذ يقول عنها: «عندما يكشف ستار البحر في حالة الجزر عن تلك التناغمات اللونية والأشكال والملامح والشخوص الجميلة التي لا نراها إلا في هذا التوقيت، تكتسي الأصداف تلك اللوحات وكأنها ألقيت في البحر منذ زمن لتحمل عبق الملح وشغف البقاء». أما لوحات الفنان فاضل أبو شومي فحملت الطابع التجريدي بتقنية الثنائية اللونية بين البعدين الأبيض والأسود والتدرج اللوني للبني، فكأنه يطرح محاكاة بصرية على مسطح اللوحة في تناقضات تتشابه وتتشابك مخملية الطرح المتجدد. عمتنا النخلة أما أعمال منير الحجي فهي سرد للطبيعة ومن الطبيعة اختار النخلة، كما عبر قائلا: «وخير زاد اخترته واختارني هو (عمتنا النخلة) فموضوعي يلف بليفها وسعفها وجذعها في حقولها وأرضها وعيونها، فهي الملهمة لكل مبصر، عميقة ومتجذرة في عطائها اللا محدود ماديا ومعنويا، فهي الشموخ والعزة، ترفض الانحناء، فتأملها يعلمنا معنى التواصل الصادق مع كل عناصر الطبيعة». فيما نسجت لوحات الفنان عباس رقية حكاية استشرفت المستقبل برؤى متأصلة عميقة الألوان، تداعب الأضواء وتنفلت ببهجة نحو نور الوطن الساطع الشامخ بجذوره والمعتز بأجداده والمنطلق بأمل في أبنائه.