ندرك دائمًا أن كل ما نفقده لن يعود أبدا، ومع ذلك نسرف في كل شيء حتى المشاعر قد نسرف فيها أحيانا وندرك كل الإدراك أن ما ضاع من عمرنا لن يعود أبدا؛ لذلك يجب علينا أن نقدس وقتنا ونحترم دقائقه وثوانيه؛ كي يعطينا هو الآخر ما نريد. كلنا نخطئ في الغالب في تنظيم أوقاتنا، وأول تلك الأخطاء أن نعطي أشياء أكبر من حجمها الطبيعي وبالتالي سنخسر أنفسنا أولا ومن ثم وقتنا وأيضا جهدنا. كل شيء يتدرج في حياتنا. فالله سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن العظيم جملة واحدة، بل أنزله تدريجيا، سبحانه ما أعظم شأنه.. وكذلك لن نشعر بضياع الوقت دفعة واحدة، بل بتدريج أيضا، ولن تشعر بضياعه إلا بعد وقت طويل، كما لو كنت شابا وبعد سنوات ترى نفسك قد كبرت وخطت التجاعيد وجهك، حينها تدرك بأن كل شيء يسير وفق وقت معين، وأنك لن تدركه إلا بعد حين. إن قدرنا وقتنا فلن نتحسر على عمر مضى ووقت انقضى، بل سنفخر بأننا وهبنا عمرنا ووقته لما فيه الخير. الوقت باختصار هو عمرنا، فلنحسن التصرف مع الوقت؛ كي لا يغيب على نظرنا جمال لا يراه إلا المقدرون لقيمة الوقت.