تبادلت القوات الهنديةوالباكستانية القصف المدفعي وسط تصاعد التوتر بين القوتين النوويتين بسبب الخلاف على اقليم كشمير؛ ما اضطر مئات السكان للهرب. وقالت الشرطة في كشمير الهندية ان القصف اثار شكوكا من انهيار اتفاق وقف اطلاق النار بين البلدين، الذي استمر 15 عاما. وبحسب تقرير إخباري لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، لم يعرف بعد سبب تبادل القصف الاخير الذي وقع بداية الاسبوع في قطاع «اوري»، أو ما يسمى خط السيطرة، الذي يقسم منطقة «الهيمالايا» ذات الاغلبية المسلمة بين البلدين. الا ان التوتر ارتفع بين البلدين منذ الهجوم على دورية للشرطة الهندية في اقليم كشمير بداية الشهر الفائت؛ وأدى لمقتل 6 جنود. وقالت الصحيفة البريطانية: وقع الهجوم على دورية للشرطة في بلدة «سابور» الشهيرة بزراعة اشجار التفاح شمال غرب الهند في الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة ارتكبتها السلطات الهندية وقتلت فيها 47 شخصا عقب مقتل منتسب للشرطة على يد المتمردين، واتهمت نيودلهي إسلام آباد؛ بالوقوف وراء الحادث وقالت: انها ستدفع ثمن تلك المغامرة. وقال مدير الشرطة في كشمير الهند، امتياز حسين: ان قذائف المدفعية التي اطلقها الجيش الباكستاني سقطت في منطقة اوري، وأدت لفرار مئات السكان من منازلهم. واشار مسؤول عسكري هندي الى ان جيش بلاده رد بنيران المدفعية، وهي المرة الاولى التي تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة منذ وقف اطلاق النار في 2003 على طول الحدود المتنازع عليها. وقد تبادل الجيشان اطلاق نيران الاسلحة الصغيرة وقذائف الهاون بشكل متقطع على مدى العامين الماضيين مع تدهور العلاقات بينهما. واضاف امتياز حسين للصحيفة قائلا: ان السلطات الباكستانية استخدمت احد المساجد وطلبت من القرويين، الذين يعيشون بالقرب من خط السيطرة على الجانب الهندي المغادرة، واصبح الوضع سيئا ما اضطر 700 شخص للاحتماء بمدرسة في اوري. وخاضت الهندوباكستان حربين بسبب النزاع على اقليم كشمير منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947 وانفصالهما فيما بعد، وتدعي كل منهما بالملكية الكاملة للاقليم ذي الغالبية المسلمة، الا ان الهند سيطرت على الجزء الاكبر منه وتواجه برفض السكان لاستمرار سيطرتها على كشمير. وأدان وزير الخارجية الباكستاني القصف، وقال: ان 17 مدنيا من باكستان قتلوا بنيران هندية هذا العام على طول خط الحدود. وتتهم الهندباكستان بتنظيم ثورة انفصالية في كشمير، التي تسيطر عليها الأولى، بينما تنفي الأخيرة تقديم اي دعم مادي للمقاتلين داخل الإقليم وتدعو الى اجراء محادثات لحل ما تعتبره الخلاف الجوهري بينها وبين الهند. وتكاد التوترات والاضرابات لا تنقطع بين سكان كشمير؛ الذي يقع اقصى شمال الهند بمرتفعات الهيمالايا، والسلطات الهندية بسبب مطالبات سكان الاقليم بالاتحاد مع باكستان أو الاستقلال عبر تنظيم استفتاء او التفاوض، لكن نيودلهي ترفض الاستجابة لتلك المطالب وترد بتشديد القبضة الامنية وممارسة مزيد من القمع للنشطاء والمقاتلين. ولفتت «الاندبندنت» في ختام تقريرها، إلى حظر السلطات الهندية 22 موقعا العام الماضي للإعلام الاجتماعي في كشمير؛ بزعم تهدئة التوترات في الاقليم المتنازع عليه، بعد ان اشتعلت بسبب مقاطع فيديو تصور قمع القوات الهندية لاحتجاجات الكشميريين الواسعة.