لدى الكثيرين طموحاتهم ليعيشوا حياة أفضل، وأهم الوسائل التي تعين على تحقيق هذا الطموح يكون باكتساب عادات جيدة، فالعادات عوامل هامة في حياتنا؛ لأنها نماذج متأصلة غالبا في أعماق النفس، وهي تعبر عن شخصيتنا بشكل يومي ومتواصل ومنها نستمد فاعليتنا أو عجزنا. والعادة استعداد مكتسب دائم لأداء عمل من الأعمال، ويخبرنا ستيفن ر. كوفي (Stephen R. Covey) أن العادة تتكون من «المعرفة» و«المهارة»، و«الرغبة». المعرفة هي: «ماذا أفعل». والمهارة هي: «كيفية الفعل»، والرغبة هي: الدافع «إرادة العمل». ولكي نجعل من أمر ما عادة في حياتنا، علينا أن نجمع الثلاثة معا، وبتركيزنا نستطيع الوصول إلى مستويات جديدة من الفاعلية الذاتية، والفاعلية في التعامل مع الآخرين. والبداية فكرة إيجابية، تدفع إلى تصور ذهني لها، وهذا يحفز الإرادة التي تستحث الفعل، وبتكراره تكون العادة، وهذا خلاصة ما قاله ابن القيم - رحمه الله - في فوائده. وقديما قال الفيلسوف الصينى لاوتسو أو لاوتزه (Laozi): «راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، راقب كلماتك لأنها ستتحول إلى أفعال، راقب أفعالك لأنها ستتحول الى عادات، راقب عاداتك لأنها تكون شخصيتك، راقب شخصيتك لأنها ستحدد مصيرك». إن العادة تجعل الخير في أفعالنا ميسورًا بلا كلفة، ولذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الخيرُ عادة والشرُ لجاجة ومن يُرِدِ اللهُ بِهِ خيرا يُفقِههُ فِي الدِينِ» أخرجه ابن ماجة كيف نحسن عاداتنا؟ عملية التحسين تعني التخلص -بشكل تدريجي- من بعض العادات السيئة لتحل محلها عادات حسنة تسهم في جودة حياتنا. ونحتاج للقيام بخطوات خمس: 1- استحضر وعيك بعاداتِك الإيجابية، وعاداتِك السلبية، وفهم ما يتعلق بها وأسبابها ودوافعها، يقول ماسلو (Maslow): «لكي يتغير الإنسانُ من الضروريِ أن يتغير إدراكُه لنفسِه». 2- اتخذ القرار بتحسين عاداتك، والعادة يمكن أن تكتسب ويمكن أن تتغير، صحيح أنه ليس من السهل كسر العادات السيئة، ولكن الأكثر صعوبة هو العيش معها، ويحسن أن تخبر الآخرين بقرارك فهذا سيقوى حماسك للتغيير. 3- تصور في ذهنك مزايا العادات الحسنة ومكاسبها، وكذلك مشاعر الألم التي تسببها لك العادة السلبية، وهو ما يدعم روح العزيمة لتغيير العادة، واسأل نفسك تلك الأسئلة التي اقترحها عليك ماك أندرسون (Thomas Anderson) * عندما أتصرفُ بهذه الطريقة، أشعرُ ب ... - بعد أن أتصرفُ أشعرُ ب ... * مزايا العادةِ هي ... - مساوئ العادةِ هي ... 4- ابدأ بأفعال صغيرة، وتنفيذ مهام بسيطة، في اكتساب العادات أو التخلص منها اجعل البدء في تغيير العادة سهلًا، فإن كنت مثلا ترغبُ في تبنِي عادة القراءة عليك تقليل الصفحات، والوقت في البدايات. لا تسمح باستثناءات في مرحلة اكتساب العادة أو التخلص منها. ((خُذُوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون فإِن الله لن يمل حتى تملُوا)) صحيح البخاري. 5- كرر السلوك، قم بممارسة السلوك بشكل يومي: ليتحوِل إلى عادة. فأهم آلية لترسيخ العادة تكون بتكرار العمل والمداومة كما في الحديث: (أحبُ العملِ إِلى اللهِ ما داوم عليهِ صاحِبُهُ وإِن قل)). صحيح البخاري. ما رأيك أن تجرب عادة النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا؟