تابعت أداء أغلب الحكام الأجانب، الذين أحضرهم اتحاد القدم لتحكيم الدوري السعودي ولاحظت تكرار الأخطاء المؤثرة على نتائج الفرق مع أن بعضهم أسماء عالمية في مجال التحكيم كالمجري فيكتور كاساي، الذي حكم ثلاث مباريات في أسبوع واحد وتكررت منه أخطاء لا تليق باسمه كحكم عالمي مرشح لكأس العالم 2018 وحكم في كأس العالم 2010، وللأمانة فإن أخطاء الحكام لم تختف مع حضور الأجنبي ولن تختفي مع الحكم السعودي؛ لأن أخطاء الحكم جزء من لعبة كرة القدم في العالم وإثارتها، إذاً وبمراجعة أخطاء الحكام السعوديين ومقارنتها بالأجنبي فإن الأخطاء هي ذاتها ولكن أخطاء الأجنبي مقبولة؛ لأنه يحضر بدون ميول وأخطاء المحلي تُعظّم بالميول؟! وفي تصوري إذا أراد الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يكون الحكم السعودي حاضرًا في كل المحافل الرياضية فعليه أن يعمل على تطويره وافتتاح أكاديميات تُعنى بتطوير الحكم السعودي من جميع الجوانب الفنية واللياقية والنفسية والمالية، كما أن عليه إعادة النظر في اختيار رئيس لجنة الحكام، فالحكام السعوديون العالميون هم أدرى وأعلم بما يحتاجه الحكم السعودي، ولدينا كفاءات شاركوا في كأس العالم مثل خليل جلال وعبدالرحمن الزيد وعلي الطريفي وعلينا دعمهم وتشكيل فرق عمل في كل مناطق المملكة لبحث العوائق والمشاكل، التي تعترض تطوير الحكم السعودي والعمل على ايجاد الحلول لها. مطلع هذا الأسبوع أعلنت رابطة فرق الأحياء عن فتح باب التسجيل للحكام المستجدين الراغبين بالمشاركة في تحكيم مباريات دوري الرابطة بعد اجتياز الاختبارات اللازمة والمشاركة في الدورات التأهيلية للحكام، واختارت الرابطة الحكم مرعي عواجي للإشراف على تدريب الحكام وهذه الخطوة هي اخر مسمار يُدق في نعش التحكيم السعودي؛ لأن الحكام السعوديين الرسميين كانوا يشاركون في تحكيم دورات الحواري وهي بمثابة استعداد وتدريب للحكام قبل بداية الموسم الرياضي وفي أثناء التوقفات وفي شهر رمضان، وبهذا التوجه فإن الحكم السعودي أضحى بين المطرقة والسندان ولم يتبق له إلا دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى ودوري الثانية والثالثة، وهذا يؤثر على مشاركة الحكام السعوديين في المشاركات الخارجية، فإذا كان الاتحاد السعودي لا يثق بالحكم السعودي في تحكيم مسابقاته المحلية، فكيف تثق الاتحادات الخليجية والعربية والقارية والعالمية في قدرة الحكم السعودي؟!