ليل كل ثلاثاء يمضي عُشاق الإبداع النبطي ساعتين من الزمن، وهم يتابعون «شاعر المليون» بحُلّته الجديدة.. وليل كل ثلاثاء يمتلئ مسرح «شاطئ الراحة» بجمهور محب للشعر النبطي، جاء حبًا للشعر الجميل أولًا، وللشعراء المتنافسين ثانيًا. ففي الساعة العاشرة طالعتنا الشاشة بأحداث، وأسماء جديدة في الشعر، قدّمها كل من حسين العامري وأسماء النقبي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن خالد بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وممثلين عن الإعلام المهتم بالشأن الثقافي عمومًا، وبالشعر الشعبي خاصة. وبوجود لجنة التحكيم ممثلة بالدكتور غسان الحسن، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وحمد السعيد رئيس تحرير مجلة وضوح، إذ يعتبر النقد ركنًا أساسيًّا من أركان «شاعر المليون» منذ انطلاقته. درجات الشعراء على خشبة المسرح، صعد شعراء الحلقة الثالثة للإعلان عن الفائز بتصويت الجمهور، وكانت النتيجة لصالح حمد المزروعي من الإمارات الذي حصل على 90%، فيما غادر بقية الشعراء المسابقة بعد حصول آدم القحطاني من السعودية على 47%، وسبيكة الشحي من البحرين على 44%، ومحمد القرعاني من سوريا 46%، والذي لم يحضر الحلقة إثر فقد والده، فاضطر لمغادرة أبوظبي والمسرح. ومن جهتها تقدمت أسرة «شاعر المليون» بخالص عزائها للشاعر في مصابه الأليم. وبناءً على النتيجة التي تم إعلانها انضم المزروعي بذلك إلى زميليه اللذين أهّلتهما اللجنة، وهما مشعل العنزي من السعودية، وأحمد المطيري من الكويت. فرسان الحلقة الرابعة أعلن العامري والنقبي عن شعراء أمسية ليلة الثلاثاء، والتي ضمّت من السعودية فواز الزناتي العنزي الذي أهّلته اللجنة بأعلى الدرجات، إذ منحته 49 درجة مثلما أهّله جمهور المسرح ب37% من أصواته، أما طلق الدعجاني فقد حصل على 45، وعلى ذات الدرجة حصل عايد الشلال من الكويت، وكذلك سالم المناعي من البحرين، فيما حصل مانع الهميمي من اليمن على 43، وهي الدرجة التي حصل عليها كذلك زايد التميمي من العراق. وهو ما يعني أن خمسة شعراء سيعيشون أسبوعًا كاملًا من الانتظار، إلى أن يتم إعلان نتيجة تصويت الجمهور خلال أحداث الحلقة القادمة لمعرفة الشاعرين الفائزين اللذين سينضمان إلى الزناتي. واستضافت الحلقة الشاعرة السعودية عيدة الجهني التي شاركت في الموسم الثالث من «شاعر المليون» وتألقت بحصولها على المركز الرابع. وسألها حسين العامري عن أثر «شاعر المليون» فأكدت أنه رفع من قيمة الشعر.. ولفتت خلال الحديث عن جديدها الشعري، المتمثل في إصدار ديوان يتكون من 20 قصيدة فصيحة، وهي كل ما كتبته في الفصيح. ثم ألقت قصيدتها «جهينة الأخبار» التي جاءت بمثابة بانوراما محملة بعدة أغراض شعرية. كما ألقت قصيدة مدح بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. تقارير الحلقة عبر الحلقة الماضية، تم تقديم تقريرَين، أولهما حول التسامح، وإيمان المغفور له «بإذن الله» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان به، وكيف انتهجه ودعا إليه، وعليه سارت دولة الإمارات التي استحدثت وزارة للتسامح، وقد طُلِب من الشعراء مجاراة فكرة التسامح في أبياتهم التي استهلوا بها حضورهم على المسرح. أما التقرير الآخر فكان عن عيش شعراء الحلقة تجربة التحليق في أجواء أبوظبي خلال الاستعراضات الجوية التي تقام عند منطقة الكورنيش. البداية من «بيت المقدس» كانت البداية مع الشاعر زايد التميمي الذي ألقى قصيدته «بيت المقدس»، استعاد من خلال مشاعره قضية باتت غصة في قلوبنا كعرب، وحكايتها مرّة في ذاكرتنا. د. غسان الحسن تحدث بداية عن اجتهاد زايد في بناء قصيدته وفي صوره الجميلة، على الرغم من أن التصوير جاء نمطيًّا عن طريق الاستعارة، وهو الباب الثاني في التصوير، أي ذكر المشبه والمشبه به، ثم أشار إلى وجود أبيات توهّجت. هيامٌ في «عروس الديم» وفي حضرة الجمهور المحب للشعر، ألقى الشاعر سالم المناعي قصيدته (عروس الديم) الذاتية، التي تمكّن من خلالها من البوح بلواعجه، سلطان العميمي قال إن القصيدة جميلة، وهي وجدانية ذاتية، لكن فيها إغراقًا في الرمزية التي تفتح باب التأويل، وتقف عائقًا أمام وصول النص إلى المتلقي. حديث مع الظل الشاعر طلق الدعجاني نادى ظلّه وناجاه عبر النص الذي قدّمه على مسرح «شاطئ الراحة»، فصدح بأبيات استحضر فيها صورًا للدلالة على حديث النفس مع النفس، وأشار حمد السعيد إلى الحضور الجميل للشاعر وإلى إلقائه وتفاعله مع النص الذي كثرت فيه الجماليات بما فيها من غموض ووجدانية ذاتية، ورغم ذلك ثمة مفاتيح في النص. المسابقة والشعر وإلى نص وجداني آخر، انتقل الجمهور، حيث ألقى الشاعر عايد الشلال نصًّا يحمل الكثير من مشاعر الفخر عبر أبيات مشبعة بالصور التي أراد من خلالها التعبير عما يجول بخاطره مما كان ومما صار إليه، وقال د. غسان الحسن إن النص دلّ على شاعرية متميزة وناضجة. معتبرًا أن ذهاب الشاعر إلى موضوع المسابقة كان ثغرة. ومع ذلك كان البناء جميلًا، وكذا الصور الشعرية. الزناتي يتنفّس شعرًا وحول «شاعر المليون» ألقى الشاعر فواز الزناتي نصًّا آخر، باح فيه بمكنوناته تجاه المسابقة عبر أبيات حملت الكثير من الصور الشعرية، وكرّر الناقد سلطان العميمي ما سبق أن ذكره عن تقليدية الفكرة التي يكتب عنها الشعراء وهي المسابقة، مذكرًا بأهمية الكتابة في أغراض أخرى. ومع ذلك وجد في النص صورًا شعرية مميزة، استطاع فواز التقاطها من زوايا مختلفة، وصياغات جميلة. الهميمي يحتفي بالشعر ومع «الموسم» اختتم الشاعر مانع الهميمي ليلة الشعر الرابعة من خلال أبيات الفخر بأبوظبي التي تستقبل الشعراء والمبدعين، وهو ما عبّر عنه من خلال أبيات تذكّر بمشاعره تجاه الإمارة وأهلها، وأبدى الناقد حمد السعيد إعجابه بما ورد في الأبيات الأخيرة من النص، وقال إنها من باب حفظ الجميل. شعراء الحلقة الخامسة وقبل ختام الحلقة، أعلن حسين العامري وأسمهان النقبي أنه بإمكان الجمهور البدء بالتصويت لشاعرهم المفضل، كما أعلنا عن أسماء شعراء الحلقة القادمة، وهم: من السعودية متعب الشراري، ولولوة الدوسري، وعلي الهاملي من الإمارات، وعبدالعزيز الدلح من الكويت، بالإضافة إلى محمد المضحي من البحرين، وعبدالله الطائي من سوريا. لجنة تحكيم «شاعر المليون»