أضاء نجوم الشعر النبطي ليلة الثلاثاء «شاطئ الراحة» بعد تقديمهم النصوص التي تناولوا فيها عدة أغراض شعرية ارتقى فيها الجانبان الإنساني والوطني كثيرًا. وقد نحت أغلبية تلك النصوص باتجاه البوح الذي يتمكّن دائمًا من أسر متابعي «شاعر المليون» في أي بلد كان، خاصة أنهم - أي المتابعين - اعتادوا على أن يكون «شاطئ الراحة» في أبوظبي مصدّرًا للإبداع، وللأصوات الشعرية المتميزة. وفي تمام الساعة العاشرة، انطلقت شارة «شاعر المليون» إيذانًا ببدء الحلقة الثالثة من الموسم الثامن، والتي حضرها كل من معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، والشاعر عبدالله بن عون ضيف الحلقة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة، وممثلي عدد من المؤسسات الإعلامية الذين حضروا خصوصًا لمتابعة أحداث الحلقة. ومثلما شكّل «ثلاثي النقد» المستشار الثقافي والتراثي في أكاديمية الشعر د. غسان الحسن، ومدير الأكاديمية الكاتب والناقد سلطان العميمي، والشاعر والإعلامي حمد السعيد؛ الحضور الأبرز على مدار جميع المواسم السابقة، كذلك هو حال الإعلامي حسين العامري الذي لم يغِب عن المسابقة منذ عدة مواسم، والذي استطاع بما يملك من كاريزما ومن إيجابية أن يحظى بإعجاب كثيرين داخل وخارج المسرح، وإلى جانبه في هذا الموسم المقدِّمة أسمهان النقبي والتي بدورها حققت نجاحًا مستحقّا في تقديمها لهذا الموسم، وبحضورها اللافت وهدوئها على المسرح. ولم يفت الناقد سلطان العميمي تقديم العزاء لحكام وأولياء العهود وأبناء الإمارات بوفاة الشيخة حصة بنت محمد والدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. الشيخة حصة.. عالم خير أثناء الحلقة تمّ تقديم تقرير جاء فيه: يتوقف التاريخ إجلالًا وتقديرًا عند الكثير من الأمهات، ويتحدث بصوت الفخر عن الكثير من إنجازاتهن التي خلّدها على صفحاته الذهبية، ويبقى الحديث مختصرًا عن أدوارهن المؤثرة في مجالات الخير والإحسان والعطاء. «الشيخة حصة بنت محمد والدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان» واحدة من نساء هذا الوطن الغالي التي ربَّت قائدًا على حب وطنه والارتباط بأرضه. كانت قريبة من مجتمعها في مدينة العين بشكلٍ خاص والإمارات بشكلٍ عام، وما زالت المواقف تشهد بأياديها البيضاء في كل مناسبة. مجلسها كان دافئًا.. متوحدًا.. عامرًا.. استقبل حتى آخر أيامها الكبار والصغار، وكانت تعاملهن بحنان الأم، تُنصت لما يجول في خواطرهم، وتلبّي احتياجاتهم.. هي التي رافقت «زايد» في بداية حُكمه، وكان لها الدور الكبير في تنشئة ابنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - يحفظه الله - على حب العلم، وسقته من صفات القيادة الحكيمة وحب الوطن. رعت جوائز لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، ودعمت الثقافة برؤيتها العميقة ونظرتها الثاقبة، احتضنت العديد من مشاريع الخير داخل الإمارات، وفي مختلف دول العالم، واليوم نودّع روحها الطاهرة، ويبقى أثرها الطيب مخضرًا، يرافقنا كذكرى عطاءٍ لا تنقطع في إمارات الخير، سائلين الله (عز وجل) أن يتغمّدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته. فاتحة الحلقة قبل أن يبدأ الشعراء بإلقاء نصوصهم على الهواء مباشرة، أعلن المقدمان حسين وأسمهان عن الشاعر المتأهل بتصويت الجمهور عن الحلقة الثانية، وكان التصويت من نصيب مشاري سرهيد الرشيدي من السعودية ب91%، منضمًا بذلك إلى مواطنه محمد العنزي، ومحمد الخطيمي الخالدي من الكويت المتأهّلين ببطاقة لجنة التحكيم، ليغادر بقية الشعراء بنسب متقاربة، فحصلت إسراء عيسى من الأردن على 47%، تلاها فهد الأغبري من سلطنة عمان بنسبة 46%، ثم فريج عتيق المزيني من مصر بنسبة 42%. وخلال الأمسية تم تقديم تقرير عن جند الوطن، وبث أقوال للمغفور له (بإذن الله) الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في خدمة الوطن. فيما قدّم ضيف الأمسية عبداالله بن عون قصيدة وطنية حماسية موضوعها الخليج وحكامه. شعراء الأمسية على خشبة المسرح رحّب المقدّمان العامري والنقبي بشعراء الحلقة الثالثة، وهم: مشعل العنزي وآدم القحطاني من السعودية، محمد القرعاني من سوريا، سبيكة الشحي من البحرين، أحمد المطيري من الكويت، وحمد المزروعي من الإمارات، ومع أن أعضاء لجنة التحكيم أجمعوا على إجادة جميع الشعراء وتميّزهم؛ إلا أنهم أهّلوا مشعل العنزي ب49 درجة، وأحمد المطيري ب47 درجة. أما آدم القحطاني فحصل على 46 درجة، ومحمد القرعاني 45 الذي حصل على أعلى نسبة تصويت من جمهور المسرح والتي بلغت 33%، تلاه حمد المزروعي من حيث درجات اللجنة، والبالغة 44، ثم سبيكة الشحي 43. وهؤلاء ليس أمامهم إلا انتظار نتائج تصويت الجمهور حتى الأسبوع المقبل، وبناءً عليه سيتمكّن صاحب النسبة الأعلى من الاستمرار في البرنامج. العز مشرق بنصٍّ وجداني مليء بالصور الشعرية الجديدة، بدأ الشاعر أحمد بن شمروخ المطيري، ود. غسان الحسن كان أول المتحدثين عن النص، فأشار إلى جماله بما فيه من تصويرات وتخييل شمل كل معانيه. إذ ذهب الشاعر إلى أسلوب جيد تمثل في الترميز الجزئي. وقد انقسم النص إلى نصفين، فمن البيت الذي قال فيه الشاعر (خلّوني أدور مع كوس الهوى لا استدار) تغيّر الأمر، لكن ما يجمع بينهما طرفان متناقضان في كل شيء. سمو النخلة آدم دليم القحطاني حلّ ثانيًا في تقديم القصيد، وهو صاحب الحضور المسرحي المتمكّن والأداء المتميز، وجد الناقد سلطان العميمي في نص آدم أن النخلة تتحدى الليل، والتي جاءت كرمز للعطاء، وهو رمز له حضوره عند العرب والشعراء. وهذا النص ذكره بقصيدة عبدالرحمن الداخل التي قال فيها: (تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة/ تناءت بأرض الغرب عن بلد النخيل). وأضاف العميمي إن الشاعر رغم إحساسه بالغربة والضياع والتيه مثلما برز في البيت (اسهره باحساس تايه غدا عنه الدليل/ عن بصيص الضي وهداية النجم محجوب)؛ إلا أنه أبرز النخلة في ذاته باعتبارها رمز العطاء والتضحية. ثم أشار إلى البيت (فيه أنا المنفى لمن غاب أو ضل السبيل/ أو عصته أيامه البض واختار الهروب) بما فيه من ترميز مميز. ثمر الحصيل الشاعر حمد شامس راشد المزروعي ألقى نصه (الحصيل)، الناقد حمد السعيد أشار من جهته إلى وضوح لهجة الشاعر والمفردات المنبثقة من بيئته الإمارات، مشيرًا إلى أهمية أن يحافظ كل شاعر على بيئته وإرثه. خارج السرب ألقت الشاعرة سبيكة الشحي قصيدة «ملحمة حب»، وأكد د. غسان الحسن أن الشاعرة قدّمت قصيدة جميلة تناولت الواقع من خلال أحداث موجودة، ومفردة (الهيبة) في المطلع تلخّص ما تذهب إليه القصيدة، وعليه فقد جاء البيت الأول مميزًا (تدنّت من عناقيد الفكر هيبة/ تشكّل من أمانينا الكبار قصور). كما أوضحت الشاعرة في نصها عدة موضوعات، مثل مواجهة الإرهاب، وما يحدث في اليمن. عذوبة وجزالة (رحلة ال1000 مين) عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد القرعاني، (رغم كم الحزن الموجود في القصيدة، إلا أنها جميلة)، هذا ما قاله الناقد سلطان العميمي عن قصيدة القرعاني بما تكتنزه من صور شعرية. حيث انطلق الشاعر من الذات إلى الشعر والحضور والغياب والمعاناة، ولو أن هذه الأحلام محكومة بالأقدار وبالظروف وبالسعي والنجاح. أبيات مشرقة وأخيرًا كان موعد الجمهور مع الشاعر مشعل الضوي العنزي، والذي جاد بقصيدة فخر لفت الناقد حمد السعيد إلى الطرح الذي استخدمه الشاعر والمغلف بالرمزية، والتي يستطيع المتلقي فك ما فيها رموز كيفما يشاء. شعراء الحلقة الرابعة وقبل ختام الحلقة أعلن حسين العامري، وأسمهان النقبي أنه بإمكان الجمهور البدء بالتصويت لشاعرهم المفضل، كما أعلنا عن أسماء شعراء الحلقة القادمة، وهم: طلق الدعجاني وفواز العنزي من السعودية، مانع الهميمي من اليمن، زايد التميمي من العراق، عايد الشلال من الكويت، وسالم المناعي من البحرين. الجدير بالذكر أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي كانت قد أعلنت عن استمرار حلقات الموسم الثامن حتى 24 أبريل 2018، موعد آخر حلقة من حلقات الموسم، وسيتم خلالها الإعلان عن الفائز الأول ببيرق الشعر، وبجائزة مالية قدرها 5 ملايين درهم إماراتي. لجنة تحكيم «شاعر المليون» (اليوم)