قالت رابطة العالم الإسلامي ودولة الفاتيكان إن التركيز على حقيقة قبول الآخر واحترام الاختلاف بين الأديان هو الحل في عصرنا الحاضر الذي تلاشت فيه الحدود الجغرافية، وأصبح فيه العالم قرية صغيرة لا مناص معه من قبول الاختلاف الذي هو سنة الخالق، وشددتا على أن البديل عن الحوار وقبول الآخر هو فتح المجال للتشدد والتطرف وما يسفر عنهما من إرهاب ومعاناة للشعوب. وجدد الطرفان التزامهما بفتح مجالات الحوار بين الديانتين الإسلام والمسيحية حيث بات ذلك ضروريا في ظل معاناة الشعوب من الجماعات المتطرفة التي تمارس العنف باسم الأديان، وهو ما حدا بالفاتيكان والحكومة البريطانية الى الدعوة لجعل «سبل معالجة العنف الممارس باسم الدين» عنوانا للمؤتمر الذي دعي إليه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ليلقي فيه كلمة رئيسية أثناء الجلسة الافتتاحية. وأشاد رئيس الوزراء وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، عقب استقباله في مكتبه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بجهود الأمين العام للرابطة في تعزيز سبل التعاون مع دولة الفاتيكان، خصوصا بعد اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس بالأمين العام للرابطة في سبتمبر الماضي. ورحب رئيس وزراء الفاتيكان في بداية اللقاء بزيارة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشيدا بها لكونها تضم تحت رايتها شعوب الأمة الاسلامية، وتحتل مكانة خاصة في الوجدان الإسلامي، خاصة وأن مقرها في مكةالمكرمة. ونوّه الكاردينال بييترو بأهمية العلاقة الإيجابية التي تجمع الرابطة بالفاتيكان، وعلى تمسك الطرفين بإقامة حوار مثمر وبنّاء؛ لافتا إلى أن الاختلاف هو ناموس الخالق في خلقه، وأنه لا يمكن فرض القناعات، وإنما احترام الاختلاف باعتباره الجوهر في نطاق المساحة الواحدة ووفق القواسم المشتركة التي تجمع بين الناس. ونوه رئيس وزراء الفاتيكان بضرورة التعلم من تجارب الماضي، وتوعية الأجيال الحاضرة والمقبلة. وأكد رئيس وزراء الفاتيكان أن البابا متمسك بفكرة أن الاختلافات لا يجب أن تكون سببا في الفرقة، وإلا فإن كل طرف سيدافع عن نفسه ويهاجم الآخر من هذا المنطلق، لذا فإن الغرض من الحوار هو احترام الآخر والتعايش المشترك معه بسلام من جهته عبّر د. العيسى عن سروره بزيارة الفاتيكان والاستقبال الطيب الذي حظي به في إطار تعميق التواصل مع دولة الفاتيكان التي تمثل محورا مهما في تعزيز جهود السلام العالمي. وخلال اللقاء، أبدى الأمين العام أسفه لحقيقة أن حوالي 70% من الحروب على مر التاريخ كانت ذات خلفية دينية باستثناء الحروب المفروضة على الأديان بسبب الظلم والاضطهاد، مؤكدا أن مواجهة التطرف والتطرف المضاد تأتي في طليعة مسؤولية قادة الأديان. وشدد د. العيسى على أن الرابطة متمسكة بقيم الحوار، وهي تحرص على التواصل مع الفاتيكان، وفي ذات الوقت تؤكد مجددا على إشادتها بمواقف بابا الفاتيكان المحايدة والعادلة ولاسيما عبر مقولته الشهيرة: «الإسلام لا علاقة له بالإرهاب» وهي العبارة التي قدرتها الأمة الإسلامية لبابا الفاتيكان في سجل الإنصاف والحياد.