شددت المعارضة السورية، على ضرورة مرحلة انتقالية بديلة لنظام الأسد، تقودها هيئة الحكم الانتقالية بصلاحيات تنفيذية، مؤكدةً أهمية البدء في التأسيس لحل شامل في البلاد. وأكد رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، في مؤتمر صحفي عُقد في إسطنبول أمس «سنواصل عملنا بهذه الروح من أجل دولة ديمقراطية والقضاء على الإرهاب»، مضيفًا: «إن المعارضة السورية تتطلع إلى علاقات بناء مع كل الدول المعنية بالوضع السوري». وجدّد الحريري، الترحيب بأي حوار بين مكوّنات الشعب السوري على أن يكون الحوار بإرادة سورية مستقلة، وأن يكون الحوار «بعيدًا عن المجرمين، وعن نظام الاستبداد وليس مجيّرًا لصالحه»، لافتًا إلى الاستعداد لنقاش كل القضايا المتعلقة بالقرار الأممي رقم 2254. الحريري يرحّب وفي سياق منفصل، رحّب الحريري بما جاء بكلمة المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا في ختام مؤتمر سوتشي، معتبرًا أنه يجب أن يتم تسليم مخرجات المؤتمر إلى الأممالمتحدة بما يتوافق مع القرارات الدولية، مشددًا على ضرورة التأكيد أن يكون مؤتمر سوتشي لمرة واحدة فقط. وقال الحريري إن العملية التفاوضية الأساسية لحل النزاع السوري، هي مخرجات جنيف برعاية الأممالمتحدة، موضحًا أن مسار أستانا كان لتطبيق وقف إطلاق النار، وزاد: كل الجهود منصبّة الآن لتحريك العملية التفاوضية في جنيف. دستور جديد ولفت الحريري إلى أن بيان جنيف واضح بأن سوريا بحاجة لدستور جديد، وأردف: أما بالنسبة لتشكيل اللجنة الدستورية، فقد وُضع بعهدة المبعوث الدولي. وأشار رئيس هيئة التفاوض إلى أهمية وقف إطلاق النار وإرسال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بالإضافة لإطلاق سراح دفعة أولى من المعتقلين، معتبرًا أنه لا يمكن خطف أي ملف من جنيف والتعامل معه بشكل منفرد. وفي شأن آخر، قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، أمس الخميس: «إن أنقرة تعتبر تصريحات فرنسا عن العملية التركية في منطقة عفرين في شمال سوريا إهانات»، فيما تتواصل المعركة ليومها الثالث عشر بقصف تركي مكثف لمواقع المسلحين الأكراد بشمال سوريا، مع توسّع نطاقها داخل الأراضي العراقية، مع تقدّم للقوات البرية على الأرض، مدعومة بفصائل معارضة سورية. وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون حذر تركيا، أول أمس الأربعاء، من أن عملياتها ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا يجب ألا تصبح ذريعة لغزو البلاد، وحث أنقرة أن تنسق خطواتها مع حلفائها. نصب أوجلان وميدانيًا، دمرت طائرات بلا طيار تابعة للجيش التركي، أول أمس الأربعاء، نصبًا تذكاريًا لمؤسس حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» عبدالله أوجلان (المسجون مدى الحياة في تركيا) في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي ضمن إطار عملية غصن الزيتون. وكانت مصادر في الفصائل السورية أعلنت خلال الساعات الأخيرة سيطرة قواتها بمساعدة الجيش التركي على قريتين إضافيتين في عفرين، مما يرفع عدد القرى التي تمت السيطرة عليها منذ بدء العملية إلى 19 قرية و5 تلال إستراتيجية. كما أعلن الجيش التركي تدمير 18 هدفًا للمسلحين الأكراد في عفرين، وقتل 78 من حزب العمال وقوات حماية الشعب الكردية في المدينة، ليبلغ مجمل عدد القتلى والجرحى في صفوف الأكراد وفي عفرين منذ بدء العملية 790، بحسب مزاعم أنقرة. هجوم كردي في المقابل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن عناصرها نفذوا هجومًا ضد القوات التركية في قرية بوكي شمال عفرين، أدى إلى مقتل 15 جنديًا وإصابة آخرين، وفق مركزها الإعلامي. كما أشارت «قسد» إلى أنها شنت هجومًا آخر على قرية خليل وقتلت ثلاثة جنود أتراك على الأقل، إضافة إلى تدمير سيارتين محملتين بالأسلحة في المنطقة. ومن داخل الأراضي العراقية، قال الجيش التركي أمس: إن طائراته قصفت 19 هدفًا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق الإثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل 49 مسلحًا. وقال الجيش في بيان مكتوب: «إن ضربتين جويتين استهدفتا مناطق أسوس وقنديل والزاب وأفاسين باسيان وهاكورك يوم الإثنين»، وأضاف: «الجيش دمّر ملاجئ ومخابئ ومخازن أسلحة لحزب العمال الذي يعتقد أنه كان يُعد لهجوم على مواقع حدودية تركية». ويشن حزب العمال الكردستاني تمردًا في جنوب شرق تركيا منذ الثمانينيات وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، وقتل أكثر من 40 ألفًا في الصراع.