كشفت المعارضة الإيرانية أن نظام طهران ينفذ مخططا قمعيا تحسبا لاحتمال اندلاع تظاهرات احتجاجية جديدة. من جانبها، نددت منظمة العفو الدولية في بيان باعتقال «بنت شارع طهران»، الفتاة التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران طوال الأسبوعين الماضيين بسبب مصيرها المجهول، حيث اختفت بعد أن انتشر فيديو لها أثناء الاحتجاجات بعد أن خلعت حجابها الإلزامي في أحد شوارع العاصمة الرئيسية. وطالبت المنظمة مرة أخرى السلطات الإيرانية بوقف محاكمة النساء اللاتي يحتججن على الحجاب القسري في البلاد، ووقف هذا القانون الإلزامي الذي وصفته ب«التمييزي». وفي السياق، كشف رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني أحمد جنتي عن اجتماع المرشد علي خامنئي مع متخصصين في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت للبحث عن حلول حول تفادي ما أسماه «سلبيات» هذه المواقع على النظام، خصوصا بعد الدور الكبير الذي لعبته أثناء الاحتجاجات، لاسيما موقع تلغرام، وهو ما يشير لحالة الهلع التي تنتاب النظام القمعي من حالة الرفض الواسعة له في الشارع. خطة قمعية وقال مجلس المقاومة الإيرانية في بيان: إن قائد قوى الأمن الداخلي في طهران الكبرى حسين رحيمي القائد بالحرس الثوري كشف عن تنفيذ مخطط قمعي للنظام باسم «مخطط الهدوء والأمن الليلي في طهران» قال فيه إن الخطة القمعية يشارك فيها مئات من رجال الشرطة التخصصية ووحدات العمليات. وأضاف: سيشارك فيه رجال الشرطة لمكافحة المخدرات والأمن والوقاية والمباحث والطرقات ووحدة الطوارئ. وقبل ذلك كان قائد قوات الحرس الثوري قد أعلن تسيير دوريات ما يسمى «محله محور» لقوات الباسيج الخاصة لدوريات المناطق. ولاحقا ذكرت وسائل إعلام النظام اعتقال 120 شخصا في العاصمة طهران، وكتبت نقلا عن قائد قوى الأمن الداخلي في طهران قوله: إن هذه الخطة يتم تنفيذها الليلة وتم بث خبرها في وسائل الإعلام. ويعتبر نشر هذا المخطط وتبيان خبره وبث صور هذه الممارسات القمعية دليلا على خوف نظام ولاية الفقيه المتخلخل من استمرار الاحتجاجات والانتفاضات الشجاعة للشعب الإيراني التي قد هزت الأرض تحت أقدام النظام السفاح. خوف النظام وقال القائد بالحرس الثوري غضنفري: إن أعمال الشغب والأعمال التي تستهدف وجود النظام في الأحداث الأخيرة غير مسبوقة في تاريخ إيران من حيث انتشارها وسماتها الخاصة. وقال عنصر آخر من أزلام النظام مذعورا من استمرار الانتفاضة: أمامنا أيام وسنوات صعبة، لم تنته القضية، وتشكل هذه الاحتجاجات علامات لمرض خطير ينتشر في كل البدن. وعلى ذات الصعيد، كشف رئيس مجلس خبراء القيادة بالنظام الإيراني، أحمد جنتي، أن اجتماع المرشد علي خامنئي مع متخصصين في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت للبحث عن حلول حول تفادي ما أسموه «سلبيات» هذه المواقع على النظام، خصوصا بعد الدور الكبير الذي لعبته أثناء الاحتجاجات، لاسيما موقع تلغرام. وقال: إنه تقرر أن تكون هناك ردة فعل ضد مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يوضح طبيعة الرد، وما إذا كان ينوي النظام إغلاق هذه المواقع، أم أنه يكتفي فقط بمراقبتها والتضييق على ناشطيها. وأكد جنتي أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل خطرا على النظام، قائلا: «مواقع التواصل الاجتماعي بلاء ابتلينا به»، حسب تعبيره. تنديد أممي من جهتها أكدت منظمة العفو الدولية في بيان تلقيها تأكيدات من مصدرين مستقلين في إيران بأن أسرة «بنت شارع طهران» لم تبح بتفاصيل اعتقالها بسبب مخاوف أمنية. وربما تكون المعلومات الوحيدة عن «بنت شارع طهران» هي ما نشرتها الناشطة والمحامية الإيرانية، نسرين ستودة، على «فيسبوك»، حيث أكدت أن الأمن الإيراني أعاد اعتقالها بعد الإفراج عنها لفترة قصيرة. وقالت ستودة: إنها لم تتعرف بعد على اسم الفتاة التي اشتهرت باسم «بنت شارع طهران»، مؤكدة أن المعتقلة تبلغ من العمر 31 عاما، وهي أم لطفل يبلغ من العمر عاما و7 أشهر. ويتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي الإيرانيون، هاشتاغا بالفارسية «دختر خيابان انقلاب کجاست»، ويعني «أين بنت شارع طهران؟» للتساؤل حول مصير المرأة.