ونالد ترامب تركيا على الحد من عملياتها العسكرية في شمال سوريا، وحذرها من اندلاع مواجهة بين القوات الأمريكية والتركية، لكن مصدرًا تركيًا قال إن بيان البيت الأبيض لم يعكس بدقة محتوى المحادثة بين ترامب والرئيس التركي. وتستهدف العملية التركية في منطقة عفرين السورية، والتي دخلت يومها الخامس، مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين تعتبرهم أنقرة حلفاء لأكراد أتراك يخوضون تمردًا في جنوب شرق تركيا منذ عقود. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيوسّع العملية لتشمل منبج، وهي بلدة يسيطر عليها الأكراد على بُعد 100 كيلو متر شرقي عفرين، في خطوة قد تعرّض القوات الأمريكية هناك للخطر، وتهدد خطط الولاياتالمتحدة لإعادة الاستقرار إلى منطقة من سوريا. وسبق أن قالت تركيا إن العمليات العسكرية في سوريا تجري بالتنسيق مع حليفيها إيرانوروسيا. من ناحيته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات عنيفة، صباح الخميس، بين القوات التركية والمسلحين الأكراد قرب عفرين، في اليوم السادس من العملية العسكرية التركية ضد قوات حماية الشعب الكردية، في المدينة السورية. خطر المواجهة وبحديثه الهاتفي مع أردوغان، أصبح ترامب أحدث مسؤول أمريكي يحاول كبح جماح الهجوم، ويشير إلى خطر نشوب مواجهة بين قوات الدولتين الحليفتين. وقال البيت الأبيض في بيان: «حث تركيا على تفادي التصعيد والحد من أعمالها العسكرية وتفادي وقوع خسائر بين المدنيين». وتابع البيان: «حث تركيا على توخي الحذر وتجنب أي أعمال ربما يهدد بنشوب صراع بين القوات التركية والأمريكية». وللولايات المتحدة نحو ألفي جندي في سوريا. وقال مكتب الرئيس التركي في بيان: إن أردوغان أبلغ نظيره الأمريكي بأن على واشنطن وقف تزويد وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالسلاح. وفتحت العملية جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطرف والمستمرة منذ سبع سنوات، فضلًا عن تعقيدها الجهود الأمريكية في سوريا. وتأمل الولاياتالمتحدة أن تعطيها سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على المنطقة ثقلًا دبلوماسيًا تحتاجه لإحياء محادثات تقودها الأممالمتحدة في جنيف بشأن اتفاق يُنهي الحرب ويؤدي في نهاية المطاف إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. محادثات فيينا# من جهة أخرى، تبدأ جولة جديدة من مفاوضات حول السلام في سوريا تستمر يومَين بين وفد نظام الأسد والمعارضة في فيينا تحت رعاية الاممالمتحدة، وذلك قبل أيام من انعقاد محادثات أخرى في روسيا. وبعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة، عقدت بجنيف في إحراز أي تقدم لحل للنزاع المستمر في البلاد منذ نحو سبع سنوات، ووصل وفدا الجانبين السوريين، مساء الأربعاء، إلى العاصمة النمساوية لخوض جولة تاسعة من المحادثات «في مرحلة حرجة». وأعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عشية المحادثات أن محادثات السلام السورية التي تستأنف في فيينا تأتي في «مرحلة حرجة جدًّا». وقال دي ميستورا: «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفًا «إنها مرحلة حرجة جدًا جدًا». وأكد دي ميستورا قبيل لقائه المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أن كلًّا من نظام الأسد والمعارضة سيتمثل ب«وفد كامل». اختبار حقيقي وسيعقب المحادثات السورية التي ستنتهي، اليوم الجمعة، في فيينا، مؤتمر سلام يُعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 يناير بمبادرة من روسياوإيران حليفتي النظام وتركيا التي تدعم المعارضة. ولم تحسم هيئة التفاوض المعارضة بعد موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي تخشى أن يكون التفافًا على مسار جنيف برعاية الأممالمتحدة. وقد ربطت أمر مشاركتها بنتائج المحادثات التي ستجري في فيننا. وأعلن أربعون فصيلًا معارضًا الشهر الماضي رفضهم المشاركة في هذا المؤتمر، فيما رحّب نظام الأسد بانعقاده. وصرّح رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء عشية بدء المحادثات حول السلام: «إن هذين اليومَين سيكونان اختبارًا حقيقيًا لجدية كل الأطراف لإيجاد حل سياسي». ولم تُثمر الجهود الدولية حتى الآن في تحقيق أي تقدم على طريق الحل السياسي للنزاع السوري الذي تسبب بمقتل أكثر من 340 ألف شخص. وكانت الجولات السابقة من المحادثات المتعلقة بسوريا قد فشلت في تحقيق أي تقدّم، مع رفض الجانبين إجراء محادثات مباشرة. واستبعد المحلل فراس مقداد من المعهد الأمريكي «آي إتش إس» تحقيق تقدّم في هذه الجولة من المحادثات.