اتهمت الحكومة الشرعية اليمنية ميليشيا الحوثي بإفشال مهمة المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقدمت له الشكر، مشيرة إلى أنه قدّم الكثير من الحلول والخطط من أجل الحل في اليمن. وكان ولد الشيخ، قد طلب الإثنين الإعفاء من منصبه قبيل انتهاء مدته في مارس المقبل. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك: إن وسيط المنظمة باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيتنحى عندما ينتهي عقده الحالي في نهاية فبراير بعد نحو 3 سنوات في وظيفته. وأضاف دوجاريك: «في هذه اللحظة، ينصب تفكيره على الشعب اليمني الذي مزّقه هذا الصراع والذي يتحمّل واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميرًا في العالم». وفي السياق، توقعت مصادر دبلوماسية يمنية وأوروبية أن يتمكّن المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفيث، من الانخراط سريعًا في الملف اليمني، خاصة مع كونه المرشّح الأبرز لتولي المنصب منذ أشهر وزياراته السابقة للمنطقة. قبائل صنعاء أشاد رئيس الوزراء اليمنى أحمد بن دغر، أمس الأول، بدور القبائل اليمنية التي رفضت المشروع الإيراني وقاتلت الميليشيات الحوثية، داعيًا الجميع إلى تأييد الشرعية والمشروع الوطني الذي اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأشار (بن دغر)، خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن برئيس مصلحة شؤون القبائل وعضو البرلمان اليمني الشيخ بكيل ناجى الصوفي، إلى أهمية تكاتف جميع أبناء الوطن لتحرير جميع المناطق من قبضة الميليشيات الحوثية. من جانبه أكد رئيس مصلحة شؤون القبائل وقوفهم إلى جانب الشرعية اليمنية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية. ويُعدّ الشيخ بكيل الصوفي، من كبار مشايخ قبائل خولان إحدى مناطق طوق صنعاء، ومن الموالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتلته ميليشيا الحوثي مطلع الشهر الماضي، بعد دعوته للانتفاضة الشعبية ضدهم. وتشهد منطقة خولان توترًا بين القبائل وميليشيا الحوثي، التي تتخوّف من مساندتها للجيش الوطني وتسعى لكسرها، في حين تكثّف الحكومة الشرعية من تواصلها مع هذه القبائل، في إطار الترتيب لاستعادة العاصمة صنعاء، وطرد الحوثيين منها. فشل التجنيد فشلت ميليشيا الانقلاب الحوثية فشلًا ذريعًا في حملات التجنيد الإجباري، بعد رفض الشباب ومشايخ القبائل وعقال الحارات، التهديدات والإغراءات التي استخدمتها ميليشيا الانقلاب في الآونة الأخيرة وآخرها دفع 200 ألف ريال يمني لعاقل الحارة عن كل حملة تجنيد وإلزام خطباء المساجد بالدعوة إلى الالتحاق بحملات التجنيد، إضافة إلى التهديد بتفجير منازل عقال الحارات ومشايخ القبائل اليمنية الذين يرفضون حملات التجنيد. وأظهرت قوائم نشرتها وسائل الإعلام في الداخل اليمني أن عقال الحارات في أحياء صنعاء المختلفة قاموا بقطع وإغلاق وسائل الاتصال التابعة لهم كأسلوب رفض لأوامر الميليشيا الانقلابية الإيرانية، والخروج من صنعاء للريف والقرى المحيطة بالعاصمة. وأوضحت تلك المستندات أن شباب العاصمة صنعاءوالمحافظات الأخرى، يرفضون بشكل قطعي الاشتراك في حملات التجنيد الحوثية في دليل لحالة الرفض الشعبي للميليشيات الانقلابية بعد عمليات الاغتيال والاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري التي تمارسها ضد أبناء العاصمة، وتزايد قوافل الهالكين القادمين من جبهات القتال وفقدانهم كثيرًا من أقربائهم وأصدقائهم في القتال الذي يقوده زعيمهم المتمرد عبد الملك الحوثي وميليشياته الإيرانية من مخابئهم التي يتوارون داخلها. اختطاف الشباب وكانت ميليشيات الحوثي قد لجأت إلى إلزام خطباء المساجد بالدعوة إلى التجنيد وشنت حملات ميدانية للتجنيد الإجباري في أوساط الشباب وطلاب المدارس والجامعات والقرى المختلفة في محافظات إب وصنعاء والمحويت وصعدة والحديدة وذمار، وعمدت لفرض الفدية المالية بمبلغ يصل إلى مليون ريال مقابل الشخص الواحد. من جهة أخرى، ذكرت المصادر في الداخل اليمني أن ميليشيا الحوثي الإيرانية شكّلت لجانًا خاصة لزيارة السجون بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها لإطلاق سراح المئات من المجرمين والقتلة والمحكومين مقابل الانضمام لجبهات القتال في محاولة لاستمرار حربها العبثية والخاسرة. كما لجأت الميليشيا الحوثية إلى تجنيد النساء عبر اقتحام مدارس البنات في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار، واختطاف أبناء العائلات الفقيرة والأيتام في مناطق القبائل، وإجبارهم على الانضمام لمعسكرات التدريب التي يديرها خبراء إيرانيون. وعدّ مراقبون يمنيون تدريب النساء على أنواع من الأسلحة وقيادة السيارات والعربات العسكرية بأنه يعكس إصرار ميليشيا الانقلاب الحوثية على استمرار نزيف الدم اليمني وتدمير المجتمع.