تواصلت الانتفاضة الشعبية في إيران التي تتهيأ للدخول في أسبوعها الثالث متخذة مظاهر وأشكالا مختلفة من كتابة شعارات تطالب بإسقاط سلطة الولي الفقيه، ورحيل المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، إلى إحراق مقرات للباسيج وبنوك حكومية صادرت أموال بعض المواطنين بحجة الإفلاس، وكذلك حرق صور مسؤولي النظام. وبث ناشطون مقطعا، لم يعرف تاريخه، يظهر مهاجمة مقر لميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري وحرقه في مدينة أراك، وسط البلاد. من جانبه طالب البيت الأبيض الأمريكي أمس الأول النظام الإيراني بالإفراج عن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي تعم المدن الإيرانية، وأكد أن واشنطن لن تظل صامتة تجاه قمع النظام الديكتاتوري للحقوق الأساسية للشعب الإيراني؛ ما يزيد الضغوط على نظام طهران في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستقبل الاتفاق النووي اليوم الجمعة. وفيما تعلن سلطات النظام انتهاء المظاهرات الاحتجاجية، تتواصل الدعوات لاستمرار الانتفاضة، ودعا ناشطون أمس الخميس لمظاهرة كبرى اليوم الجمعة لم يحدد فيها أماكن تجمع المتظاهرين. قمع ديكتاتوري وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان: «لن نظل صامتين بينما تقمع الدكتاتورية الإيرانية الحقوق الأساسية لمواطنيها، وسوف نحمل زعماء إيران المسؤولية عن أي انتهاكات». وقال البيت الأبيض في البيان: «تشعر إدارة ترامب بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن النظام الإيراني سجن الآلاف من المواطنين الإيرانيين في الأسبوع الماضي لاشتراكهم في تظاهرات سلمية وتعرضهم للتعذيب أو القتل». وتابع البيان: «الولاياتالمتحدة تدعو إلى الإفراج الفوري عن كل السجناء السياسيين في إيران، بمن فيهم ضحايا آخر حملة قمع». من ناحيتها، أصدرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بيانا أعلنت فيه أن المجلس تبنى مشروع قرار قدمه رئيس لجنة العلاقات الخارجية، المشروع يدعم فيه احتجاجات الشعب الإيراني الذي يتظاهر بشكل مشروع ومسالم، مدينا انتهاكات حقوق الانسان من قبل النظام. ويحث المشروع الإدارة الأمريكية بقوة على فرض عقوبات هادفة ردا على الانتهاكات المستمرة من قبل نظام طهران. وقبل التصويت بشأن المشروع، قال اد رويس رئيس اللجنة في كلمة له تحت قبة المجلس: إننا نقف بجانب الشعب الإيراني الذي يتظاهر في احتجاجات مشروعة ضد نظام تعسفي وفاسد. تظاهرة الجمعة وتستمر مظاهر الاحتجاجات الشعبية في إيران بأشكال مختلفة من كتابة شعارات تطالب بإسقاط النظام ورحيل المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، إلى إحراق مقرات للباسيج وبنوك حكومية صادرت أموال بعض المواطنين بحجة الإفلاس، وكذلك حرق صورة المرشد ومسؤولي النظام. وانتشر مقطع عبر شبكات التواصل عن حرق مصرف تابع للحكومة بمدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، غرب البلاد، عقب اندلاع مواجهات بين محتجين وعناصر الأمن في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بحسب ناشطين. وانتشر مقطع آخر يظهر إحراق صورة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في مدينة مشهد، مركز محافظة خراسان، شمال شرقي إيران، والتي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات. ويعزو ناشطون انحسار توثيق الأحداث واستمرار مظاهر الاحتجاج إلى حجب مواقع التواصل وخاصة إغلاق تطبيق «تليجرام» الذي يستخدمه حوالي 45 مليون مواطن في إيران وكان له دور رئيس في تنسيق المظاهرات، بينما استمرت الدعوات للخروج بمظاهرات في مختلف أنحاء البلاد اليوم الجمعة. رسالة غولكرخ وفي سياق دعم الانتفاضة الشعبية المتواصلة، أعلنت السجينة السياسية غولرخ إبراهيمي في رسالة من سجن ايفين، دعمها لانتفاضة الشعب الإيراني. وجاء في جانب من رسالتها للثوار الذين يملأون الشوارع للمطالبة باقتلاع سلطة الولي الفقيه الديكتاتورية: «في مثل هذه الأيام التي رفع فيها الشك والحد الكاذب بين الأصوليين والإصلاحيين، وباتت خدع الزاعمين بالتدبير مفضوحة، فإن عدد الذين أعدمهم النظام قد زاد بشكل متصاعد، وما زالت السلطة القمعية تواصل قتل أي معارض لها من كل القوميات سواء من الكرد أواللور أوالبلوش والترك والعرب، كما لم يسلم النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الانسان والمطالبون بالحرية والمحتجون من العمال والسائقين والطلاب والمعلمين والأقليات الدينية وسواهم من القتل على يد جلاوزة النظام، وكذلك إلصاق التهم لهم من قبل آلة القتل الحكومي. وأضافت: بينما يواصل النظام عمليات القتل والسحل، تستغل السلطة كل القيم الدينية والطقوس للتحريض على قادة الرأي. وختمت رسالتها بالقول: علينا أن نطوي هذه الصفحة من الظلم والزيف، ونتابع مطالبنا العادلة التي حرمنا منها منذ سنوات، وأن نقف بوجه الاستبداد والتنكيل والقهر، ونحن ماضون حتى فجر الحرية التي سنصلها عبر الاحتجاجات في كل المدن الصغيرة والكبيرة والقرى الإيرانية، بكل شرائحنا واتحاداتنا وتتنظيماتنا، والتي استهدفت رأس هرم الاستبداد والظلم والجور والفاشية. إضرابات عمالية وشهدت مدن تبريز وسنندج وكارون في خوزستان احتجاجات المواطنين الإيرانيين وعبروا عن دعمهم لإضراب العاملين في مرافق تشهد ظلما وترديا في الأوضاع بعدد من المرافق. وفي تبريز دخل احتجاج عمال شركة صناعة المكائن للجرارات يومه التاسع والعشرين. وفي سنندج احتج عمال على تأخر دفع رواتبهم لمدة 4 شهور وأضربوا عن العمل. كما شهدت المدينة نفسها احتشاد جمع من المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل مشروع مهر السكني 145 أمام بناية العدلية في المدينة. وفي خوزستان احتشدت مجموعة من المتدربين في الشركات النفطية غرب كارون مرة أخرى أمام قائم مقامية هويزه ودشت آزادكان؛ للاحتجاج على المماطلة في تسوية وضعهم الوظيفي في شركات النفط. النظام الإيراني يجابه ناري غضبة الشعب ومصير الإتفاق النووي (المعارضة الإيرانية)