تواصلت المظاهرات السلمية في إيران أمس (الأحد)، لليوم الرابع على التوالي احتجاجًا على المصاعب الاقتصادية وتفشي الفساد في النظام الإيراني. وذكرت رويترز للأنباء أن الشرطة في العاصمة الإيرانيةطهران استخدمت مدافع المياه في محاولة لقمع المتظاهرين السلميين تجمعوا في ميدان الفردوس وسط المدينة، وعرضت مشاهد مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي هتافات محتجين سلميين ضد النظام الإيراني في مدينة خرمدره في إقليم زانجان شمال غربي إيران. وتحدثت تقارير إعلامية عن وقوع احتجاجات في مدينتي سنندج وكرمانشاه في غرب إيران، مشيرة إلى أن قيام السُلطات الإيرانية باعتقال العشرات من المتظاهرين السلميين. وفي مؤشر قوي على قرب انهيار إرث «الخميني» الذي أسس جمهورية الخوف في إيران، وفرض الديكتاتورية والاستبداد على الإيرانيين ضمن دعاويه الفاسدة في «ولاية الفقيه» التي اختطفت البلاد واحتكرتها لحفنة من الملالي، تواصلت الانتفاضة العارمة في إيران أمس (الأحد) لليوم الرابع على التوالي، وكان من اللافت في تطورات يوم أمس تسارع اتساع المظاهرات المنددة بتردي الأوضاع المعيشية لتمتد إلى 70 مدينة جديدة بعد المدن التي اندلعت فيها خلال الأيام الماضية، وفي مقدمتها مشهد وطهران، ما يكشف عن تأجيج حالة الغليان في الشارع، واتجاه الأحداث إلى مسار إسقاط النظام برمته.وأكدت أنباء خروج مظاهرة حاشدة في مدينة كرمانشاه التي اشتهرت منذ اليوم الثاني والثالث من الانتفاضة بمظاهرات عارمة، مرددين شعارات ضد المرشد خامنئي ونظام ولاية الفقيه. وشهدت باريس وبرلين مظاهرات للمعارضة تندد بسياسات الملالي. وفي مواجهة حالة الغليان المتصاعدة، مهددة بالإطاحة بالنظام الغارق في الارتباك، توعد زبانية النظام المحتجين بالقمع واستخدام القبضة الحديدية، وقد فرض قيودا مجددا على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الهواتف النقالة، غداة ليلة من الاحتجاجات قتل خلالها أربعة أشخاص وجرى توقيف العشرات. وحذر وزير الداخلية عبدالرضا فضلي، من أن «النظام سيتصدى لمن يستخدمون العنف ويثيرون الفوضى». وزعم أن المتظاهرين يخربون الأملاك العامة ويثيرون الفوضى ويخالفون القانون. واعتبرت المحامية الإيرانية شيرين عبادي، أن المظاهرات «بداية حركة كبيرة» قد يفوق مداها احتجاجات 2009. وقالت عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أمس: «أعتقد أن المظاهرات لن تنتهي في وقت قريب، يبدو لي أننا نشهد بداية حركة احتجاجية كبيرة قد تتخطى بكثير الموجة الخضراء عام 2009. ولن أتفاجأ إن تحولت إلى شيء أكبر. وحذرت من وجود أزمة اقتصادية في غاية الخطورة، مؤكدة أن الفساد في جميع أنحاء البلاد بلغ مستويات مروعة. من جهته، أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تأييده للاحتجاجات في إيران. وأعلن في تغريدة على صفحته في «تويتر» أمس، دعمه للمحتجين الذين يدعون للحرية، ودان اعتقال الأبرياء، وشدد على أنه حان الوقت لأن ينهي النظام الإيراني أنشطته الإرهابية والفساد وتجاهله لحقوق الإنسان. فيما أكدت الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية، دعمها الكامل للمظاهرات والمطالب المشروعة للإيرانيين، بإسقاط النظام الإرهابي الحاكم، واستبداله بنظام ديموقراطي يضمن حقوق المواطنة، ودعت في بيان أصدرته أمس، الشعب الأحوازي إلى تصعيد الاحتجاجات.