وتمضي فعاليات مهرجان الشعر (دورة الشاعر علي الدميني) قدما ليشهد اليوم الثالث للمهرجان ندوة هامة بعنوان «جيل الثمانينات: تجديد النص والدفاع عنه» استضافت الناقد والباحث د.سعد البازعي والناقد والكاتب سعيد السريحي، وأدارها الأديب طارق الخواجي. وفي إطار الشعر ألقى كل من الشعراء: عبدالله الصخيان وعلي بافقيه وأحمد عائل فقيه قصائدهم، ورافق الأمسية موسيقيا على الكمان الفنان ناصر السعيد. جيل الثمانينيات احتضنت قاعة الفنان عبدالله الشيخ ندوة «جيل الثمانينات: تجديد النص والدفاع عنه» وقدم الأديب طارق الخواجي للمشاركين في الندوة د.سعد البازعي، د.سعيد السريحي اللذين شهدا فترة الثمانينات، حيث تحمل جيل التجديد والتحديث العبء مرتين، الأولى عبء تجديد النص والسير به إلى مدى جمالي أبعد مما كان عليه من الجيل السابق، وعبء الدفاع عن هذا النص أدبيا واجتماعيا ودينيا. وذكرا أن العبء الثاني شكل نزيفا للحركة الشعرية والثقافية. وأشار البازعي إلى أن العبء لم يقع على الشعر فقط بل على أصناف أدبية أخرى مثلت الحداثة. وقال: ليس لدينا تاريخ نعتد به بل هناك رؤية فردية وما زال ينتظر المؤرخ الأدبي كي يكتبه. وقال السريحي: قدر كل حركة أن تستمر لتؤكد نقيضها حتى تتبلور وذكر أن الظلام لفنا خلال ثلاثين عاما أثرت اجتماعيا على المؤسسات الثقافية، واستمرت حركة الحداثة كما هي وما خسرناه هذا الحوار بين الاتجاهات التي تنسرب، حيث كان هناك اتجاهان رئيسيان في تيار الحداثة: الذين ينظرون إليه بريبة وهو ما يمكن أن نطلق عليه تيار الواقعية، والتيار الثاني هو تيار المنجز الغربي الأول الذي يرتد إلى التراث الشرقي وحركة النضال الثقافي، وكنا أحوج ما نكون إلى الحوار بين الاتجاهين.. كان ذلك الحوار موجودا في مجالسنا.. نذكر المعركة التي اندلعت بين الشاعر محمد العلي وعبد الله الغذامي، ولم يحسن كلاهما التعبير والتحاور لتغذية كلا الاتجاهين. وفي إطار المداخلات قال الشاعر علي الدميني: ليس في تيار الواقعية الاشتراكية من لا يأبهون بجمالية النص. لكن من أجل دفع آفاق الحداثة يجب أن يكون للكاتب موقف من القيم الإنسانية، كنا نرى موقف الطرف الآخر شكليا، وهناك قوى أخرى تقود المجتمع إلى الخلف، وأضاف: كان الخلاف حول هذه البنى الداخلية، وليس النص بمعزل عن الواقع الاجتماعي. وأعرف أن الغذامي كان يهدم بنى متخلفة فالحداثة تنهض بكل التيارات. وأشار السريحي إلى أنه لم يشك بجمالية ما يقدمونه وأنه كان يتحدث عن الحوار والذي كان يدور في جلساتنا وليس في الصحافة. وذكر أن زياراته للشرقية بنت ما هو عليه الآن. وأضاف البازعي: إن الصورة لم تكن ثنائية فقط بل كانت هناك تيارات أخرى تبادلت دفع الحداثة ليس أيديولوجيا فقط بل كانت أكثر تعددية، وما افتقدناه درجة الحماسة وقال: يجب أن تحتفي بهذه الروح. ورد السريحي أن محمد العلي ألقى محاضرته في جدة فنشرت نص المحاضرة جريدة اليوم وجريدة عكاظ بنفس الوقت.. كانت هناك الروح الجماعية عند الحداثيين. ثم فتح باب المداخلات والأسئلة فأجاب السريحي عن سؤال عن الدوافع الدينية والاجتماعية التي حاولت التأثير على الحداثة والحد منها قائلا: قبل استهداف الحداثة من التيار الديني الذي كان يجرب أدواته، وقلنا حينها إن من يكفر واحدا يكفر وطنا بأكمله.. ليس ثمة تفسير راكد.. برأيي لم يكونوا يفهمون نصوص الحداثة ولم يكونوا يدافعون عن معتقد بل كانوا يدافعون عن أنفسهم.. لم يكن خصوم الحداثة المتدينون بل الغموض وعدم فهم النصوص. وأكد الدميني أن الصراع كان صراع الذائقة. وأضاف البازعي: كان الوضع التاريخي فيه ثورتان: حادثة جهيمان وصعود الخميني في إيران، فاجتاح التشدد بلدنا وخاض جيل الثمانينات معركة في أحلك الظروف. وختم السريحي قائلا: أؤثر التحدث عن حركة الحداثة كعمل جماعي.. وفرق بين الحداثة وحركة الحداثة، وقال أنا أتحدث هنا عن حركة الحداثة والذي حدث أن التطرف ضد الحداثة تسرب إلى المؤسسات، حتى أنهم الغوا عقود أساتذة جامعيين وافدين لأنهم اتهموا بالحداثة، ولم نكن نجد منبرا حتى في النوادي الأدبية أو في الصحف. الأمسية الشعرية وفي مسرح الجمعية قدمت ريم البيات ثلاثة شعراء، مبتدئة بالشاعر عبدالله الصيخان فذكرت أنه صدر له مجموعتان شعريتان. وقرأ الصيخان عددا من النصوص، قال في إحداها: (كم على جيزان).. وانثال المغني/ واستدار الفل قوسا من فناجين ومن/ هب لنا غصنين من صبح التمني/ ونحن والله على ليل آسن/ شلني يا صاح في قمقم جني/ مسني من لوثة الأنس فتن/ (ناشرات الفل) لم يروين عني/ ثم لم يدرين عمن سرقت/ حين عتقن بصبياهن دني. بعدها قدمت البيات الشاعر علي بافقيه مشيرة الي أنه قد صدر له مجموعتان شعريتان، وقد قرأ قصائد من مجموعته «جلال الأشجار» فقال في قصيدته «قلق»: شمس/ معلقة/ في بعيد البساتين/ شمس مضرجة بالضلوع/ أزفت موجة/ أزفت قافلة/ قلق/ حطه في طوايا النورس/ أسلافها/ نحو شمس معلقة في بعيد البساتين/ شمس مضرجة بالضلوع». ثم قدمت للشاعر أحمد عائل فقيهي فذكرت أن له مجموعتين شعريتين، وقد قرأ عددا من النصوص، فقال في قصيدة «حوار شخصي مع عروة بن الورد:» في هذا الضجر الليلي/ اتوكأ فيه على ظل الصمت/ أمارس بعض عواء على حانة ذاتي/ وحدي/ وحدي/ أسكن داخل قبعة الحزن/ حتى لا أفقد هذا الظل/... آتيك وحيدا/ في أرض تسقى من عين جارية/ وتفر من العسس الأسود/ تتربص بالصمت القادم في ساعات الليل الأولى/.. يا عروة/ هذا الشرف الرفيع/ تكلس وأناخ/ حتى عفر في الترب/ فماذا في الأفق.. ترى. ثم اختتمت الأمسية بأغنية مطلعها «عام مضى» من ألحان الفنان محمد عبدالباقي وغناء الفنان عماد محمد. شهد الفعاليات نخبة كبيرة من الشعراء والفنانين والمثقفين وأعقبها توقيع كتب للشاعر محمد الحرز وبعض الكتاب. د.البازعي ود.السريحي ومدير الندوة (اليوم) الشاعر عبد الله الصيخان الشاعر علي بافقيه الشاعر أحمد فقيهي