تشكل الأعوام الثلاثة الماضية على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، فترة قصيرة في عمر الزمن، لكنها على أرض الإنجازات والواقع حافلة بالإنجازات والتنمية، حيث شهدت فيها المملكة تحولا مشهودا في جميع القطاعات، وفق رؤية تنموية تقودها نحو مستقبل زاهر وتنمية مستدامة، وبخطوات مدروسة. وهذا ما يؤكد الحنكة القيادية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث سجل -رعاه الله- بفكره وعزمه ثلاث سنوات حافلة بالكثير من التطورات والإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي، ودارت فيها عجلة التطور والتغير والبناء نحو هدف واضح ومحدد وطموح، سيرا على نهج البناء والنماء الذي بدأه الملك المؤسس (رحمه الله) وأبناؤه البررة من بعده، بانطلاقة سريعة تقوم على ماضٍ مجيد يسير نحو مستقبل جديد مشرق قائم على الإسلام الوسطي المعتدل، بما يحقق طموحات الوطن والمواطن. ولعل من حسن الطالع أننا كسعوديين قد عشنا في بحر ساعات قليلة حدثين عظيمين، ذكرى البيعة المباركة بكل تأكيداتها على متانة النظام السياسي، ثم الميزانية المبهجة التي تُجسد في ثناياها متانة الاقتصاد السعودي، ووجدنا أنفسنا – كمواطنين – أمام لوحة زاهية بهية، تنموية حضارية من الإنجازات الوطنية الفاخرة، بما يؤكد مجددا حكمة القيادة الرشيدة، ووضوح الرؤية الحضارية، وقوة العزيمة السعودية نحو وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر. ولعل المتأمل الفاحص بعين محايدة لهذه الثلاث السنوات البهية، يرى انه قد تم خلالها ترتيب البيت السعودي من الداخل بإجراءات تنموية واقتصادية وتطويرية عديدة تضمن تنوع مصادر الدخل وتحقق طموحات الإنسان السعودي وتوفر له مقومات الأمان والنماء والازدهار، فقد تبنت بلادنا برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية 2030، وما صاحبهما من تطبيق لمبادئ الشفافية ومحاربة الفساد. في مبادرات خلاقة جعلت العالم أجمع ينظر باحترام للمملكة العربية السعودية، بمشاريعها الكبرى ومنها – كمثال - طرح مشروع تخصيص شركة أرامكو ومشاريع «نيوم» و»القديه» و «البحر الأحمر»، وتأسيس الهيئة العامة للترفيه، وتمكين المرأة، والشفافية ومحاربة الفساد بعزم وعدل. إن ذكرى البيعة المباركة جاءت لتؤكد للعالم أجمع، حجم التلاحم بين القيادة والشعب، وأن المملكة راسخة الكيان، شامخة البنيان، متماسكة بين قاعدتها الشعبية الوفية، وحكومتها القوية، وقيادتها الرشيدة. وهي بذلك تنسجم مع موروثها السياسي العريق، وتؤكد شرعيتها التاريخية المتأصلة في نفوس أبناء بلاد الحرمين، مما يعكس واقعا سعوديا مشرقا بالتلاحم، ومتميزا بالثبات والاستقرار، تمثل برسوخ مؤسسة الحكم، وسلامة نهجها السياسي القويم، وثراء تجربتها السياسية، وعمق المحبة والولاء والتلاحم بين كل مكونات الأمة السعودية العظيمة. ولا شك أن العهد الزاهر للملك سلمان -حفظه الله- ومن خلال الثلاث السنوات الماضية قد سجل جملة من المفاخر العظيمة، فصدرت سلسلة من الأوامر والقرارات التاريخية التي تعمل على تمكين المرأة وتذليل العقبات التي تواجهها وتعزيز دورها في كافة المجالات، ومن ذلك صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة الذي حظي باهتمام جميع وسائل الإعلام الدولي كخطوة تاريخية، وعلى الصعيد الخارجي حرصت الحكومة الرشيدة على انتهاج سياسة خارجية متزنة ورصينة تتعامل بحكمة وحزم مع ما تواجهه المملكة من تحديات أمنية، وتواكب ما يستجد في المنطقة من أحداث وتطورات تُحدق بها، تجسد ذلك في انخراط المملكة في تواصل فاعل مع المجتمع الدولي متمثلا في زيارات القيادة الرشيدة لعدد من الدول المؤثرة، وزيارات عدد غير مسبوق من قبل قادة العالم للمملكة، كل ذلك بفضل الله تعالى ثم بحنكة ورؤية قائد مسيرتنا الملك سلمان وفقه الله. وختاما.. لا نملك إلا أن ندعو المولى عز وجل، أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها، وأن يمد قيادتنا الرشيدة بالمزيد من عونه وتوفيقه، لتواصل بلادنا رقيها المتواصل.