في إحصائية جديدة ومفزعة ومخيفة عن حوادث المرور في السعودية للعام الفائت 1438ه.. ومما ورد في الإحصائية التالي: إجمالي حوادث الطرق بلغ 460488 حادثا.. خلفت هذه الحوادث 33199 كعدد إصابات، فيما كان عدد الوفيات 7489.. وبناء عليه يكون معدل الحوادث المرورية في بلادنا.. حادثا كل دقيقة، وأربع إصابات كل ساعة، و20 حالة وفاة يوميا! وأكثر فئة عمرية في الحوادث هي من سن 18 إلى سن 30 سنة. هي إحصائية مفزعة ومخيفة لأسباب.. أكثر ضحاياها هم شباب وطننا الذين عليهم وبهم ينهض المجتمع.. ولما لها من آثار وأضرار دينية واجتماعية واقتصادية، فمن الآثار الدينية إزهاق الأرواح وإتلاف الأموال.. والأضرار الاجتماعية، فكم فرقت هذه الحوادث من عوائل وشتتت من أسر، وهدمت بيوتا وأحلاما!، ولها آثار وطنية واقتصادية، فهذه الحوادث تكلف الدولة مليارات الريالات. لا يزال الأمل والتفاؤل موجودا ومرجوا في أن تساهم رؤية 2030 في خفض هذه المعدلات المخيفة، فالرؤية بهذا الشأن تقوم على إعداد خطة عملية لرفع مستوى السلامة المرورية على الطرق مع خطة التحول الوطني 2020، تهدف إلى خفض معدل الوفيات.. ولعل صرامة المخالفات المرورية الجديدة، والتوسع في نظام ساهر يقلل النسبة في السنوات القادمة. في بلادنا - ولله الحمد - كفانا الله الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل التي تحصد الآلاف، وحمانا الله من شر الحروب المدمرة، لكن حوادث المرور بات حصادها يقارب آثار تلك الكوارث والحروب. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد كتبت مقالا في صحيفتنا «اليوم» قبل أربع سنوات عن حوادث المرور وكان عنوانه: في بلادنا.. كل يوم 17 ضحية!، أعود اليوم لمناقشة هذه القضية ويؤسفني أن العدد زاد، والإحصائية زادت، فصار المعدل 20 ضحية يومية جراء الحوادث المرورية. بقي أن أشير إلى أن أكثر أسباب الحوادث الإنشغال بالجوال، فالدردشات والأخذ والرد والسيلفي وهياط التحدي قدمت شبابنا قرابين للحوادث، وأعمت أبصارهم.. فبحسب الإحصاءات أن ما نسبته 78% من الحوادث المرورية في المملكة تقع بسبب استخدام الجوال أثناء القيادة، وهنا نقول: لا ترخص حياتك وحياة الناس بسبب جوال.. كما أن النسبة العالية في الحوادث هي بسبب أخطاء بشرية ونسبة قليلة منها يكون سببها الطريق.. فما نشاهده في شوارعنا من تحد وسباقات وتفاخر بسرعة الوصول إسراف في القتل، نحن نخاف من الأمراض المعدية ونخشى عدواها ونحسب لها ألف حساب، لكن لا نحسب حسابات خطورة الحوادث! إذن، الحل هو بأيدينا لا بيد عمرو.. يكمن في الوعي وفي تطبيق الأنظمة بحزم! * قفلة.. الحكم على الأمور من حولنا يخضع لتصوراتنا حولها، لذلك أول معركة يخوضها الإنسان تجاه أي تغيير، هي معركة الوعي.. فما وعي ونظرة شبابنا للسيارة.. أهي وسيلة أم غاية؟! ولكم تحياتي