يا سااااااتر.. تمتمت بهذه الكلمة بعد اطلاعي على إحصائية صادرة عن المرور في المملكة ونشرت في الصحف، إحصائية مفزعة ومخيفة ولكن مع فزعها فهي توقظ فينا الحس والشعور بأن نوقف هذه الأرقام المهولة! تقول الإحصائية: • عدد ضحايا حوادث المرور بلغ أكثر من 86 ألف ضحية خلال العشرين سنة الماضية!!. • معدل الوفيات يومياً من أثر الحوادث 17 ضحية يومياً!! • معظم المتوفين هم من الفئة العمرية بين (16–29) سنة!!. • أكثر أسباب الحوادث هي السرعة يليها قطع الإشارة الحمراء!!. • أسباب الحوادث تعود للسائق بنسبة 85%!!. أظن أننا بهذه الإحصائية المفجعة بات ضحايانا أكثر من ضحايا الزلازل والفيضانات وأيضاً أكثر من ضحايا الحروب!. 17 ضحية يومياً رقم مفزع بكل المقاييس وكارثة تهددنا بحد ذاتها ناهيك عن المصابين وعن الخسائر الاقتصادية جراء هذه الحوادث. من بيده إيقاف هذه الكارثة وما الحلول المبتكرة للحد من وقف نزيف الدماء المسالة على الطرقات يومياً؟! بالتأكيد هناك أكثر من جهة تشترك في التقليل من هذه الكارثة.. أولها المرور عبر تطبيق القوانين الجادة على كل مخالف خصوصاً إذا عرفنا أن السرعة وقطع الإشارة يشكلان أكثر أسباب الحوادث!. قد يكون نظام «ساهر» جاء ليقلل من كثرة الحوادث، لكن هذا ال «ساهر» نجح في اصطياد بعض السائقين «المتهورين» عن طريق تخفيه وراء الشجر والحجر!! ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في غرس الوعي بترك السرعة، فالناس يتمهلون إن تراءى لهم وميض ساهر ويسرعون إن أفل نجمه!!. ويأتي الدور على المؤسسات التربوية والإعلامية في بث الوعي للمواطنين.. لكن الدور الأكبر –في رأيي- يأتي على السائق ففي الإحصائية السابقة 85% من الأسباب تعود للسائق.. وأتساءل هنا: أين غاب عقل السائق عن معرفة نتائج السرعة وقطع الإشارة ومخالفة أنظمة السير؟. أين الوعي الديني الذي يؤكد على ضرورة الحفاظ على النفس وأنها ضرورة من الضرورات الخمس التي حثت عليها كل الشرائع السماوية، وأن المخاطرة في مثل هذه الحالات تمثل قتلاً للنفس، والله قد حرم قتل النفس: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً». أين غاب الوعي الثقافي في معرفة خطورة السرعة، وتدبر أخبار الإعلام فلا يمر علينا يوم دون أن نسمع عن حوادث مرورية متنوعة هلكت فيها أنفس وراح ضحيتها أبرياء!. أين غاب الوعي الاجتماعي في معرفة أثر هذه الحوادث على العوائل والأسر، فكم من أطفال تيتموا، ونساء رملن! وآباء فجعوا في أولادهم!. أخيراً... من أفجع حصاد الحوادث «موت الفجأة» يذهب الشخص سليماً ثم يصبح جنازة في لحظات.. حري بنا أن نتفقد أعمالنا ونتوخى تقوى الله دوماً!.