أفزعني، حقيقةً هذا الرقم المخيف في «هاشتاق»: «# في_أربعة_أيام_39_حالة_وفاة_بنجران». تقريباً عشرة قتلى كل يوم، حتى إن لم يكن الرقم دقيقاً، فنصفه مفزع أيضاً. في منطقة بحجم نجران، قد يكون من اللافت تسجيل هذا العدد من الوفيات في حوادث الطرق، وقد يفوق ما قد تحصده أي كارثة أخرى، سواء كانت حرباً، أو غيرها، لذا ينبغي الوقوف عند هذه الكارثة. الأسباب كثيرة، وقد تطرق إلى أكثرها «المغردون»، كلٌّ حسب فهمه وتصوره، فمنهم مَنْ أرجع الأسباب إلى تهاون إدارة المرور، وعدم حزمها في تطبيق الأنظمة، ومنهم مَنْ عزاها إلى سوء تنفيذ الطرق، ومنهم مَنْ أرجعها إلى عدم وجود كاميرات «ساهر»، ومنهم مَنْ ألمح إلى إهمال الأُسَر أبناءها، وتمكينهم من قيادة المركبات، وهم غير مؤهلين لذلك. من «المغردين»، كذلك، مَنْ أشار إلى أن السرعة الجنونية، واستخدام الجوال أثناء القيادة، سببان أساسيان لتلك الكوارث، ولهما نصيب الأسد من الإصابات المميتة والوفيات. أمَّا بعضهم، فأكد أن عدم ربط حزام الأمان يؤدي إلى إصابات مميتة في حال وقوع حادث مروري. قد تكون جميع تلك الأسباب بنسبٍ متفاوتةٍ. لو كان هذا العدد من الوفيات بسبب أي فاعل آخر لانتفض المسؤول، ولطلب التحقيق في الأمر، ولكن الحوادث، وما تسببه من حصدٍ للأرواح، أصبحت أمراً عادياً لدى بعض المسؤولين والغالبية العظمى من أفراد المجتمع. الأمر جد خطير! نأمل من سمو أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، إيقاف هذا النزيف، والتكرُّم بالبحث في الأسباب من خلال لجنة متخصصة تحت إشراف سموه للوقوف على أسباب حصد الأرواح بآلة أُوجِدَت لتخدم لا لتعدم. هذه حرب داخلية تهدر ثروة الوطن، شبابه اليانع، الذي يُعوَّل عليه في بناء المستقبل، ومواصلة العطاء.