تستمر المواجهات في الأراضي الفلسطينية لليوم السادس على التوالي احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وبحسب موقع قناة «الأقصى» الفضائية الفلسطينية على الانترنت، اندلعت صباح اليوم الثلاثاء مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات إسرائيلية عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم بالضفة. وأفاد شهود عيان بأن شباناً أغلقوا الشارع الرئيسي للمدخل الشمالي لبيت لحم بالحجارة والإطارات المشتعلة، ومن ثم رشقوا قوات إسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة، التي ردت عليهم بإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي. وفي مخيم العروب وبلدة سعير بالخليل، اندلعت مواجهات صباح أمس مع قوات إسرائيلية بعد اعتدائها على طلبة إحدى المدارس، واعتقلت أحد طلابها قرب المسجد الإبراهيمي في المدينة. ووفقا للقناة ، أصيب 166 فلسطينيا خلال مواجهات الاثنين مع قوات إسرائيلية في مواقع متفرقة من قطاع غزة والضفة الغربية. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن حصيلة القتلى والإصابات في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، عقب القرار الأمريكي بشأن القدس، بلغت أربعة قتلى في غزة و1778 إصابة. من جهة أخرى، أكد وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي لنظيره الأمريكي ريكس تيلسرون خلال اتصال هاتفي ان قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يشكل «خرقا للقانون الدولي ولا أثر قانونيا له». قالت وزارة الخارجية الاردنية في بيان أمس الثلاثاء: إن الصفدي أكد لتيلرسون خلال اتصال هاتفي مساء الاثنين أن المملكة تعتبر قرار ترامب «خرقا للقانون الدولي لا أثر قانونيا له». وأبلغ الصفدي تيلرسون بنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في القاهرة فجر الأحد والذي «أكد موقفا عربيا موحدا لمواجهة تبعات القرار وطالب بإلغائه». وأثار قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاربعاء الماضي الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لدولة اسرائيل، موجة ادانات دولية واسعة. وكانت القدسالشرقية تتبع الأردن إداريا قبل أن تحتلها اسرائيل عام 1967. واحتلت اسرائيل القدسالشرقية في عام 1967، واعلنت القدس عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولاياتالمتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وعلى ذات الصعيد، طالب مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، اجتماع قمة التعاون الاسلامي الذي سيعقد اليوم الاربعاء في اسطنبول بإعلان قطع العلاقات مع دولة «الاحتلال» الاسرائيلي. وتركيا هي الدولة الإسلامية التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية واسعة بإسرائيل. ونقلت وكالة (قدس نت) للأنباء الثلاثاء عن البرغوثي قوله إن «أقل ما يمكن ان تتخذه دول العالم الاسلامي هو طرد سفراء اسرائيل وسحب السفارات منها والاعلان عن قطع العلاقات معها». ودعا البرغوثي القمة الاسلامية لتبني «حملة المقاطعة، وفرض العقوبات على اسرائيل، وعزلها كدولة عنصرية تمارس أبشع الجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه». وأضاف: إن هذا سيمثل البداية الصحيحة للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل. ميدانيا تواصلت التظاهرات الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي ترامب. وشهد قطاع غزة تظاهرات أمس، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أغار في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء على مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: إن دبابات وسلاح الجو أغاروا على مواقع تابعة لحماس في غزة «في أعقاب إطلاق صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق». وشدد المتحدث على أن الجيش «يعتبر حركة حماس الإرهابية مسؤولة عما يجري في القطاع». كان الجيش الإسرائيلي أطلق مساء أمس عدة قذائف مدفعية على أطراف جنوب قطاع غزة، بعد أن قال إنه رصد إطلاق قذيفة هاون محلية. يأتي هذا في ظل استمرار التوترات التي أثارها القرار الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.