التقارير المتواترة الواردة من الشرق الأوسط، وتقييم وكالات المخابرات لاتجاهات الحرب الأهلية في سوريا وبمتابعة مباشرة لمتغير الأحداث في العراقولبنان ومن خارج المنطقة جميعها تنتهي عند نقطة واحدة، تشير إلى أن إيران تؤسس لإمبراطورية جديدة في المنطقة. ووفقا لمقال نشرته «واشنطن تايمز»، لنائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن، إيلان بيرمان، برزت ملامح طموحات إيران الإقليمية بشكل سافر في الثلاث السنوات الأخيرة، وبعد اختطاف المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران العاصمة اليمنية صنعاء في 2014، فرضت طهران سيطرتها بشكل فعلي على أربع عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء). طموحات إيران وقال إيلان: «بعد أن ثبتت أقدامها، بدأت طهران تشدد قبضتها على تلك الدول وتمد رجليها في دول مجاورة تمهيدا لقضم أطرافها»، وأضاف: «في سوريا حولت طموحاتها إلى وجود إستراتيجي وأصبحت تخطط لوجود عسكري دائم ضمن شراكة إستراتيجية مع نظام الأسد، وفي لبنان صارت مهيمنة على السياسة الداخلية وتعمل من خلال ميليشيا حزب الله، أكبر عملائها في المنطقة، وفي العراق أدى دعمها المعلن لميليشيا الحشد الشعبي إلى تمكينها من السيطرة على وزارة الداخلية؛ مما يجعلها أحد اللاعبيين الأساسيين في الانتخابات المنتظرة العام القادم وربما اكتساحها». حسب قوله. وعن اليمن قال نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية: «أصبح الحوثيون الذين يبطشون بالسكان ويسيطرون على مفاصل الدولة المختطفة بدعم عسكري وسياسي مباشر من إيران، يشكلون تهديدا مباشرا للدول المجاورة وخاصة المملكة، بجانب أهم خطوط الملاحة العالمية مضيق باب المندب». وحدد إيلان في مقاله أن مشروع إيران ماض بخطى منتظمة عبر مسارين، أولهما التمكن من نشر قوة استباقية هائلة من مقاتلي الحرس الثوري على المسرح السوري، لافتا إلى أن البداية كانت ميليشيا من العراق ثم ألحق بهم مقاتلون من باكستان وأفغانستان واليمن، والنتيجة هي قوة تقوم بتنفيذ المهام الخارجية، يقدر عددها بمائتي ألف ميليشياوي. طريق الشام وبشأن المسار الثاني، أضاف: «يتمثل في تمكنها من إقامة طرق سالكة لنقل الإمدادات إلى الخطوط الأمامية من عتاد وأفراد عبر العراق إلى بلاد الشام». والسؤال الان -بحسب إيلان- ما الذي جعل كل ذلك ممكنا؟ ليجيب قائلا: «يرجع جزء كبير من ذلك إلى تدمير مؤسسات الدولة في العراق، علاوة على الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1مع إيران، الذي أتاح لها فوائد اقتصادية هائلة، كان مأمولا أن تسهم مع مرور الوقت في إعادة النظام في إيران إلى الرشد، فحدث بدلا من ذلك العكس تماما». وأشار السياسي الأمريكي إلى خطاب الرئيس ترامب في 13 اكتوبر الماضي، حول الإستراتيجية الجديدة الشاملة؛ للحد من التهديد الذي تمثله إيران، وقال: «هذا التوجه لم يتنزل على أرض الواقع». وختم مقاله بنصيحة للإدارة الأمريكية، بتمكين الجهات الإقليمية الفاعلة في المنطقة من محاربة إرهاب طهران، وقفل الطريق أمام طموحاتها التوسعية، وتكريس ما يكفي من الوقت لتحديد ما ينبغي القيام به بعد هزيمة تنظيم داعش -الهم الحالي لواشنطن- حتى لا تستغل إيران الوضع الجديد وتستثمره في سوريا أو في غيرها من دول الإقليم.