تتداول الأيام ما بين الرتابة والتجديد، تعلق بعض الأحداث في الأذهان، مُحملة بكثير من الأمور، جيدة كانت أم سيئة. وما بين هذه الرتابة قد ينتاب الكسل أو الفتور النفس البشرية، وفي ذلك الوقت كل ما نحتاج إليه أن نعُود إلى ما كنا عليه. قد لا نحتاج إلى بذل ذلك الجهد ولا حتى وقت، كي نعُود لِنتنفس الحياة جيدا ومجددا كي تُنعش الروح من جديد بكل ما هو جيد، وفجأة في ذلك التناقض الذي نعيشه من فتور وفوضى في آن واحد نقرأ جملة أو نسمع كلمة تستوقفنا كثيرا وتزودُنا بِطاقة تدير عجلة الإنجازات بشغف. فعلى سبيل المثال وصلتني نصيحة ذات اتجاه شخصي نصت على الآتي «الكتابة غذاء الروح، لذا اكتبي فقط» هذه النصيحة قرأتها خمسين مرة في الوقت ذاته، أعادت هيكلة أمور متوقفة وأيقظت أمورا نائمة، أشعرت الروح بهدوء عارم وأجهضت ذلك الفتور المُقيت، حقا كل ما كنت احتاجه هو أن أمسك قلم الكتابة وأبدأ رحلة بين الحروف مكونة كلمات كالعلاج للروح، فالحرف غذاء متكامل، ففي الكتابة حياة مشرقة ورؤية فكرية ذات ناتج ديمقراطي لا فيه إجبار ولا تجبر. أنت حين تمسك القلم لا تحتاج إلى إذن ولا تقيد بقواعد، أنت تحتاج فقط إطلاقه على بياض الورق فحسب، وهو يحتاج أن ينساب ليفرغ ضجيج الحياة ومن أجل الحياة أيضا، من هنا ندرك أمرين، الأمر الأول أحيانا لا نحتاج لقراءة كتاب كامل، لا نحتاج إلى رحلات ترفيهية، لا نحتاج إلى اجتماعات متواصلة ولا إلى كل ما شابه تلك الأشياء، غالبا كل ما نحتاج إليه حروف وكلمات تعادل كفي الميزان، فابحث عن كلمات عميقة تلامسك وتنفض غبار الكلل، نعم أنت تحتاج أن تبحر في إحدى الجمل أو النصائح، تحتاج ذلك الشيء البسيط النفيس، اسمع صوت الكلمات فلها أصوات تحب أذنك سماعها والاصغاء لها بعمق وتعمق. كُن جيد الإصغاء، لتكون عميق المدلول للكلمة التي سمعتها أو النصيحة التي وصلتك، أما الأمر الآخر فهو متعلق بالأول إلى حد ما، حين تجد ما كنت تبحث عنه أو بالأحرى ما كان يبحث عنك فاجعل منه وقودا لقلمك واكتب بإصرار واكتب بشغف واكتب بروح، دع الكتابة قريبة منك جدا، أي متصلة بروحك جيدا، فهي تُنقِح النفس البشرية وتصقل الشخصية من خلال عُمق التفكير، حيث إنها تقوم العمليات الذهنية وتساعد على توسع مدارك الفرد، لذا أقول لكم: اكتبوا فحسب.