إنه عام جديد والأرواح حول العالم مليئة بالأمل وتعمل بجدّ على خططها في الكتابة. تحافظ على صحّتها، على مواقفها، على معنى لحياتها، ولكن مَن يعلم عن فن تعديل النصوص أكثر من الكتّاب العظماء؟. هم بالتأكيد يعرفون الكثير عن إعادة كتابة أعمالهم الخاصة، وربما لم يطبّقوا دائمًا المبادئ والنصائح الصارمة وقت ممارستهم لعاداتهم اليومية في الكتابة. اختلفت تجاربهم وطرق تعبيرهم وكان الإجماع على فكرة واحدة: التعديل مهم جدًا. *** «دائمًا، إذا كان النص جيد الكتابة، فإني أقوم بإعادة كتابته» إلمور ليونارد. «حين تشعر بالدافع لارتكاب قطعة من الكتابة الاستثنائية، أطعها بكل قلبك، ثم احذفها تماما قبل إرسالها للنشر. اقتل حبيباتك» آرثر كويلر كوتش. «لقد أعدت كتابة - أكثر من مرة - كل كلمة نشرتها في حياتي. أقلام الرصاص صمدت والمحّايات انتهت» فلاديمير نابوكوف. «دائما حينما أفكر في اتخاذ خطوة، أعود إلى إلمور ليونارد، الذي شرح المعنى بكل روعة عندما قال إنه ترك الأجزاء المملة جانبًا. هذا يقترح القص لإسراع الخطوات، وهذا ما يفعله أغلبنا في نهاية الأمر مضطرين: "اقتل حبيباتك، اقتل حبيباتك، حتى لو حطّم ذلك قلبك الأناني المعتّق بالخدوش، اقتل حبيباتك." وجدت تعليقًا غيّر من طريقة إعادة كتابتي للروايات للأبد. كان مكتوبًا أسفل توقيع المطبعة من المحرر: ليست سيئة، إنما منتفخة! عليك إعادة كتابتها لطولها. بهذه المعادلة: المسودة الثانية = المسودة الأولى 10٪. حظا موفقًا» ستيفن كينغ. «أستبدل كل كلمة (جدًا) تكتبها بكلمة (اللعنة!): المحرر سوف يحذفها تلقائيا دون الرجوع إليك، وكتابك سيكون حينها بأحسن صورة» مارك توين. «*الصحفي: ما هو حجم تعديلك على ما تكتب؟. - همنجواي: يعتمد على أشياء كثيرة مختلفة. أعدت كتابة آخر صفحة في وداع للسلاح 39 مرة قبل أن أرضى عنها. * الصحفي: هل كانت هناك مشاكل في تقنية الكتابة؟ لماذا احتجت لكل هذا التعديل؟. -همنجواي: طرق باب الكلمات بشكل صحيح». «أنا لا أكتب بسهولة ولا بسرعة. مسودتي الأولى كانت تحوي عددًا قليلًا من العناصر التي تستحق البقاء. علي البحث عنها وإيجادها لكي أبني عليها، وألقي جانبًا بالأجزاء التي لا تعمل، أو ببساطة الأجزاء الميتة» سوزان سونتاغ. «أنا مع المقص. أؤمن بالمقص أكثر مما أؤمن بأقلام الرصاص» ترومان كابوت. «اقرأ كل التراكيب التي قمت بكتابتها، حين تقع عينك على تركيب لا بأس به، احذفه فورًا» صمويل جونسون. «طلاقتك يجب أن تكون مثل جرسون يسير بين الأفكار داخل رأسك. قاعدتك يمكن أن تكون هذه: إذا كانت الجملة -مهما بلغت درجة جمالها- لا تجعل فكرتك تشرق بطريقة جديدة وذات معنى، قم بحذفها دون تردد» كيرت فونيغوت. «أحتاج إلى ستة أشهر لأنهي قصة. أفكر فيها وأكتبها جملة بعد جملة - بدون مسودة أولى. قد لا أستطيع كتابة خمس كلمات، لكنني أستطيع تغيير سبع» دوروثي باركر. «اكتب كل شيء يقفز إلى رأسك وستصبح كاتبًا عاديًا. الكاتب الحقيقي هو الذي يستطيع محاكمة نصوصه ويعرف قيمتها بالضبط، دون شفقة أو رحمة، ويدمّر أغلبها» كوليت. «الكتابة وإعادة الكتابة هما بحث دائم عما يحاول شخص واحد قوله» جون أبدايك. «تقيّأ على الآلة الكاتبة كل صباح، قم بتنظيفها كل ظهيرة» رايموند تشاندلر. «أي أحد وكل أحد يأخذ دروسًا في الكتابة يعلم أن السر للكتابة بشكل جيّد هو أن تقوم بالقص، وأن تقوم بجمع الأجزاء من جديد. احذف كل كلمة غير ضرورية، اضغط النص، اضغط النص، اضغط النص» نيك هورنبي. «في الوقت الذي أوشك فيه على الانتهاء من كتابة قصة، الجزء الأول منها سيكون قد تمت قراءته أكثر من مرة، والتغيير فيه، وتصحيحه، على الأقل 150 مرة. أنا أتوجس كثيرًا من مركبتي ومن سرعتي. الكتابة الجيدة في الأساس هي إعادة الكتابة. أنا متأكد من هذا» رولد دال. «أفضل نصيحة أستطيع تقديمها إليك حين تنتهي من كتابة نص، أن تضعه بعيدًا عنك، حتى تستطيع قراءته مرة أخرى بأعين جديدة. أكمل كتابة قصّتك القصيرة، قم بطبعها، ثم ضعها في الدرج واكتب أشياء أخرى. وعندما تصبح مستعدًا، أخرجها وقم بقراءتها كأنك لم تقرأها من قبل. وإذا وجدت مقاطع لم تعجبك كقارئ، أمسك قلمك وقم بتعديلها ككاتب: هذه هو فن تعديل النصوص» نيل جايمان. «اقرأ مرة أخرى، اكتب مرة أخرى، اقرأ مرة أخرى، اكتب مرة أخرى. إذا لم ينفع هذا مع نصك، قم برميه في سلّة المهملات. ستشعر بشعور لطيف، أنت لا تريد أن تظل محاطًا بأجساد القصائد والقصص الميّتة التي تملك كل شيء، عدا الحياة التي تنقصها» هيلين دنمور. «لا تنظر للخلف حتى تنتهي من كتابة مسودة كاملة، فقط ابدأ كل يوم من آخر جملة كتبتها في اليوم السابق واكتب حتى تنتهي تمامًا. هذا يمنعك من أن تكبح عواطفك ويعني أنك أصبحت تملك جسد النص قبل أن يبدأ العمل الفعلي، الذي هو بأكمله في التعديل» ويل سيلف. «لن تحتاج أبدًا لتعديل شيء استيقظت من نومك فجأة في منتصف الليل لتكتبه» سول بيلو.