يستشف من المكالمة الهاتفية التي جرت بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومعالي وزير الدفاع الأمريكي أن تنسيق الجهود بين المملكة والولاياتالمتحدة مستمر لمواجهة الارهاب، وأن الدور الأمريكي لا يزال قائما من أجل دعم وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها، والعمل وفقا لهذا التعزيز على محاربة الارهاب في كل مكان. كما يستشف أيضا أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمواجهة الدور الارهابي الذي تلعبه ايران في المنطقة، وهذا يعني أن تعزيز التعاون السعودي / الأمريكي لمكافحة ظاهرة الارهاب أضحى مطلبا أساسيا لمواصلة ملاحقة الارهابيين واجتثاث تلك الظاهرة من جذورها، فقد عانت الولاياتالمتحدة كما عانت المملكة من ويلات هذه الظاهرة، فأضحى التنسيق مهما بين البلدين الصديقين لاحتواء الارهاب والحيلولة دون عودة ظهوره في المنطقة. وما حدث مؤخرا في العاصمتين الفرنسية والبلجيكية يحتم اجراء المزيد من التنسيق بين كافة دول العالم وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب ووضع الاستراتيجيات الجماعية المؤدية لكبح جماح الارهابيين ووقف زحف ظاهرتهم للعديد من الدول، فقد تبين من مجريات ما يحدث في العالم من جرائم ارهابية أن كافة المجتمعات البشرية دون استثناء معرضة للأعمال الارهابية. ويبدو أن مواجهة الارهاب من خلال تنسيق الجهود السعودية الأمريكية يصب في روافد التعاون الدولي الشامل لمكافحة ظاهرة الارهاب، حيث تتوجه النوايا الدولية لمضاعفة تنسيق الاتصالات والجهود لملاحقة الارهابيين، وشل حركاتهم واكتشاف عملياتهم الاجرامية قبل وقوعها، وتلك جهود سوف تؤدي الى تخليص المجتمعات البشرية من ويلات تلك الظاهرة وتحول دون تمددها الاخطبوطي في العالم. التعاون السعودي الأمريكي لاحتواء الدور الارهابي الايراني وسائر الأدوار الارهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة هو تعاون حميد يجيء في وقته المناسب حيث أخذت ظاهرة الارهاب تهدد العديد من دول العالم بما فيها دول منطقة الشرق الأوسط والدول الخليجية، ولابد من تفعيل هذا التعاون وتجسيده على أرض الواقع ليضاف الى المزيد من التعاونيات الدولية المتوخاة لمكافحة الارهاب. الدور الارهابي الذي تلعبه ايران في المنطقة لم يعد خافيا من خلال تدخل حكام طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو تدخل أدى إلى زعزعة أمن تلك الدول كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وكل الدول التي تحاول ايران تصدير العنف والارهاب اليها كما هو مشهود اليوم، فالتنسيق لمكافحة هذا الدور الارهابي أضحى مطلبا لكافة الدول المحبة للأمن والاستقرار والسلام. ولاشك أن احتواء ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها وايقاف زحفها الاخطبوطي الى سائر دول العالم لن يتحقق الا من خلال المواجهة الجماعية وتنسيق الجهود لملاحقة الارهابيين، كما هو الحال مؤخرا حيث تم الاتفاق بين المملكة والولاياتالمتحدة على وضع التعاون بين البلدين الصديقين لمكافحة ظاهرة الارهاب موضع التنفيذ، وهو تعاون يمثل الطريقة المثلى لمواجهة الارهاب والحيلولة دون تصعيد آثاره الوخيمة المدمرة.