تأكيد مجلس الوزراء الموقر في جلسته المعقودة بعد ظهر يوم أمس الأول برئاسة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- بأن اعلان تشكيل التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب عسكريا وفكريا واعلاميا يجسد تحقيقا للتكامل، وتوحيد الجهود لمكافحة ظاهرة الارهاب الخبيثة يمثل خطوة صائبة على طريق احتواء الارهاب واحتواء أشكاله ومظاهره تحقيقا لأمن الأمة وسلامتها من شرور الجماعات والتنظيمات الارهابية. ولا شك أن خطوة المملكة باعلان قيام التحالف الاسلامي الذي حظى بتأييد العديد من الدول الاسلامية والصديقة وكذلك المنظمات الدولية والبرلمانات هي الطريق الأمثل والصائب لتحقيق التحالف المنشود ضد الارهاب لاحتوائه والقضاء عليه والعمل على تقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا والقضاء على أهداف الارهاب الشريرة ومسبباته، وهي تمثل من جانب آخر واجبا من أهم الواجبات لحماية الأمة وضمان أمنها وسلامة مواطنيها. وإزاء ذلك جاء التنويه في الجلسة ذاتها عن تأييد العالم لتلك الخطوة المباركة التي تمثل دعما واضحا لجهود كافة المجتمعات البشرية لاحتواء ظاهرة الارهاب والقضاء عليها، فاذا كانت المملكة وعدة أقطار وأمصار في العالم ذاقت الأمرين من ويلات تلك الظاهرة فان الواجب يقتضي من الدول العربية والاسلامية والصديقة توحيد الصف لمكافحة تلك الظاهرة التي لا دين لها ولا وطن واحتمال حدوثها وارد في كل اللحظات وفي سائر دول العالم دون استثناء. وفي ظل تضامن المملكة مع كل الدول التي تعرضت لويلات تلك الظاهرة فإنها أعربت عن تضامنها مع جمهورية نيجيريا الاتحادية في مواجهتها للعمليات الارهابية الأخيرة التي وقعت على أراضيها وأعلنت عن وقوفها الى جانبها لمكافحة تلك الظاهرة المقيتة التي لم تسلم منها العديد من المجتمعات البشرية في الشرق والغرب والتي لا هم لأصحابها الا نشر الفساد والافساد في الأرض وتقويض المنجزات الحضارية لكل الدول التي تعرضت لويلاتها وويلات منفذي عملياتها. ان العالم كله مدعو اليوم للوقوف صفا واحدا لمواجهة الخطر المحدق بكل المجتمعات البشرية، ودعوة المملكة لقيام التحالف الاسلامي ضد الارهاب يمثل مسلكا صائبا يمكن أن يضاف بكل ثقة لكل المسالك الدولية التي تصب كلها في روافد عمليات محاصرة الارهاب والارهابيين والقضاء على ظاهرة هي الأسوأ من نوعها في تاريخ البشرية، ولابد من التعاون الدولي الجماعي لا الفردي لاحتوائها واحتواء شرورها التي ما زالت تهدد أمن وسلامة دول العالم. لقد دعمت المملكة كل الخطوات الدولية الرامية لمكافحة ظاهرة الارهاب واحتوائها، وها هي تعلن عن قيام تحالف اسلامي لملاحقة الارهابيين والكشف عن مخططاتهم الاجرامية، وهو تحالف هام يضاف الى كل عمل عربي واسلامي ودولي لاحتواء ظاهرة هي الأخطر في زمن يموج بالصراعات والحروب والأزمات السياسية، وقد طلت تلك الظاهرة برأسها القبيح لتزرع مساحات اضافية من الأزمات التي تعاني منها بعض دول العالم الأمرين. سوف تبقى المملكة وفية بكل تعهداتها المطروحة أمام العالم لمكافحة ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين للقصاص منهم وتخليص البشرية من شرورهم، وهي رائدة في مجال أساليب المكافحة بتنسيقها الكامل مع كافة الدول العربية والاسلامية والصديقة لمكافحة تلك الظاهرة من خلال تبادل المعلومات والوقوف على تحركات الجماعات الارهابية في كل مكان لمحاصرتها والقضاء على مخططاتها الاجرامية قبل وقوعها، وقد قطعت في هذا السبيل شوطا بعيدا وما زالت تكثف جهودها لدعم كل الخطوات والاستراتيجيات الدولية لمكافحة تلك الظاهرة واجتثاثها من الجذور.