عاصفة السبت هي ليلة فتح الملفات القديمة مع الفساد.. ليلة السبت الطويلة ضد اهدار المال العام وغسيل الأموال واستغلال النفوذ والسلطة.. وتقديم الرشاوى وغير ذلك. مرت سنوات طويلة رأينا فيها تعثر المشاريع وسوء الخدمات لأن المبالغ التي خصصت لها ذهب شيء منها إلى جيوب المنتفعين، الذين هان عليهم وطنهم وطاروا إلى الكسب غير المشروع ب، هي مبالغ فلكية خرجت من خزينة الدولة من أجل مشاريع خدمية وتنموية لم تنفذ على الوجه الصحيح أو توقفت، الآن هناك مَنْ أراد الاطمئنان أولًا بأن رصيده البنكي في تمام عافيته من مبالغ هذه المشاريع. الأمثلة كثيرة منها التلاعب بسوق الأسهم، وكارثة سيولجدة وبعض مشاريع تصريف الأمطار وغيرها. إن تحقيق العدالة الاجتماعية يبدأ بمساءلة النخب الثرية، والحفاظ على المال العام يفترض ألا تعيقه المكانة الاعتبارية، أو علو المراتب بما اننا نقول إن محاربة الفساد لا تقل عن خطورة الإرهاب. الشيء الذي لا يؤمن به الكثيرون أن إنشاء اللجنة العليا لمكافحة الفساد معناه ان الصفقات وراء الكواليس أصبحت في ذمة التاريخ. اتفق مع الذين طالبوا وكتبوا بألا تقتصر مكافحة الفساد على الطبقة الثرية والمتنفذين وانما يمتد ذلك إلى مجالات أخرى، خاصة اهدار المال العام بالمشاريع الحكومية. الوطن الآن يغير ملامح وجهه، إذا بدأت بمحاسبة ومساءلة القريب قبل البعيد، فأنت تعطي رسالة اطمئنان إلى شرائح كثيرة من المجتمع. انها البداية الجادة للحد من أضرار الكوميديا السوداء.. الفساد.