يتبين استقاء من قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخرًا بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أن البداية الحقيقية لخطوات التصعيد ضد النظام الإيراني آخذة في التبلور في ضوء استمراريته في محاولات تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، فالوقت قد حان للجم النظام عن استهانته بسيادة وأمن واستقرار تلك الدول وبوقف مؤامراته ومخططاته العدوانية. ويبدو أن مخاطبة مجلس الأمن أضحت ضرورية كخطوة اضافية لفرض العقوبات الرادعة ضد إيران، فالنهج العدواني الإيراني تجاه دول الجوار يشكل خطرًا داهمًا على أمن تلك الدول ولابد في هذه الحالة من نقل الانزعاج العربي إلى الأممالمتحدة، وقد بلغ هذا النهج أقصى مداه بمد الحوثيين في اليمن بالصواريخ الباليستية الإيرانية لاطلاقها على أراضي المملكة وآخرها ما أطلقه أولئك الإرهابيون تجاه الرياض. الخروقات الإيرانية المستمرة لقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2231 المتعلق بتطوير الصواريخ الباليستية ومد عملاء النظام الإيراني في اليمن بها لشن اعتداءاتهم المتكررة على المملكة ليست الوحيدة، فقد استمرأ النظام خرق كافة القرارات الأممية سواء تلك المتعلقة بمد عملائه في اليمن بتلك الصواريخ أو باستهانته بالقرارات ذات العلاقة بتصعيد امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. التوجه لتقييد الأطماع الإيرانية في المنطقة ليس مطلبًا عربيًا فحسب، بل يجب أن يكون مطلبًا دوليًا كذلك؛ حفاظا على مبادئ الأمن والسلم الدوليين وحفاظا على ابعاد المنطقة ودول العالم عن شبح حروب قادمة، ولابد من ردع حزب الله الإرهابي وهو يمثل ذراعا للنظام الإيراني في المنطقة؛ لوقف تجاوزاته واعتداءاته على الدول العربية، وهي اعتداءات تتمثل في تصدير الثورة الإيرانية الدموية إلى كل مكان. إن تقليم أظافر الإرهابيين وعلى رأسهم النظام الإيراني بحكم أنه الراعي الأول لظاهرة الإرهاب في العالم وكذلك تحجيم الأدوار الإرهابية التي تمارسها الميليشيات الحوثية في اليمن وحزب الله الإرهابي في لبنان وبقية الفصائل والتنظيمات الإرهابية في العالم يمثل مهمة دولية لابد من الاضطلاع بها؛ حفاظا على أمن وسلامة وسيادة كافة شعوب المعمورة دون استثناء. العديد من دول العالم بما فيها دول الشرق الأوسط مازالت تئن تحت وطأة الممارسات الإرهابية التي يمارسها الإرهابيون في إيران وفي اليمن وفي لبنان وبقية التنظيمات الإرهابية التي مازال أخطبوطها يزحف إلى كثير من المجتمعات البشرية مهددة اياها بالتدمير والتخريب وازهاق الأرواح البريئة وتمرير سياساتها الموغلة في الأخطاء ونشر التطرف والطائفية والفتن والحروب، وتلك سياسات خارجة عن مبادئ وتشريعات الأديان السماوية. لابد من وقف ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين واجتثاثهم من الجذور، ولن يتأتى ذلك من خلال جهود فردية ذات طابع اقليمي بل لابد من تضافر كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسيادة لكبح جماح الارهابيين ووقفهم عند حدودهم كي تنعم البشرية بالسلام، وإلا فان دول العالم قاطبة ستظل تعاني الأمرين من تلك الظاهرة التي تحول دون تقدم البشرية ونهضتها وتنميتها والحفاظ على مكتسباتها الحضارية ومقدراتها.