مطالبة عدد من الخبراء في الشؤون السياسية والأمنية مجلس الأمن الدولي بردع إيران ومنعها من التدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية هي مطالبة منطقية وعقلانية؛ ذلك أن هذا التدخل السافر من قبل النظام الإيراني الدموي المصنف من قبل المجتمع الدولي بأنه منظمة إرهابية تسعى لبث الفتن والطائفية وخطاب الكراهية واشعال الحروب والنزاعات هو تدخل يعني أن النظام مستمر عن سابق اصرار وترصد بتدبير المؤامرات والدسائس لنشر نفوذه على دول المنطقة. ومن صور تلك المؤامرات تزويده الميليشيات الحوثية الانقلابية الإرهابية بالصواريخ الباليستية لاطلاقها على مدن المملكة، فالهجمات بتلك الصواريخ تشير إلى ضلوع النظام بمد تلك الميليشيات بها نشرا لعوامل الرعب والفزع والقتل والتخريب في مدن المملكة، ومن حقها في هذه الحالة أن تقدم شكوى رسمية للأمم المتحدة عن هذه التجاوزات والاعتداءات المكشوفة التي أضحت واضحة أمام العالم بأسره. الصاروخ الباليستي الإيراني الذي أطلق باتجاه الرياض سبقه صاروخ أطلق على أقدس بقاع الأرض بمكة المكرمة وسبقه عدة صواريخ أطلقت على مدن سعودية متاخمة لليمن، بما يؤكد أن طهران مازالت تهرب تلك الأسلحة للميليشيات الحوثية بهدف شن الاعتداء على المملكة، ما يشكل تصعيدا خطيرا للأزمة القائمة ويستدعي بالضرورة تدخلا دوليا يلجم النظام الإيراني ويوقفه عند حدوده. كل المزاعم الإيرانية وأحدها الادعاء بأن المملكة تهدد باستخدام القوة ضد الآخرين، هي مزاعم باطلة ولا صحة لها وغارقة في بؤر المغالطات والأكاذيب وتريد بها إيران التغطية على دورها المريب بتزويد الميليشيات الحوثية بالصواريخ للحيلولة دون إعادة الأمن والاستقرارالى اليمن، تماما مثل دورها الذي تمارسه في لبنان بزرعها حزب الله الإرهابي كشرطي لها لتنفيذ اعتداءاتها على دول المنطقة. أساليب إيران المكشوفة تميل إلى الاستفزاز والبحث لها عن أمجاد في المنطقة من خلال تدبير المكائد والمخططات والمؤامرات ضد الوطن العربي، وما يدور اليوم في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا ليس إلا نماذج حية لهذا التدبير الإرهابي، فكل الأدلة والقرائن تشير إلى تورط إيران في الحرب اليمنية وغيرها من النزاعات والحروب بما يؤكد على أهمية أن يتحمل مجلس الأمن الدولي دوره الطبيعي لايقاف إيران عن ممارسة نزواتها وطيشها؛ حفاظا على الأمن والسلم الدوليين وحفاظا على أمن واستقرار وسيادة شعوب المنطقة. لقد تجاوز النظام الإيراني الإرهابي حدوده بأساليب متعددة أهمها ضرب القرارات الأممية ذات العلاقة بالتزاماته عرض الحائط، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، ومحاولته زرع الفتن والطائفية وخطاب الكراهية في لبنان واليمن وبقية الدول العربية التي منيت بتدخله، ومحاولته ابقاء الحروب والنزاعات مشتعلة في بؤرها لتنفيذ مخططاته الرهيبة والإرهابية ببسط نفوذه وتسلطه على دول المنطقة.