لا يخفى على أي مهتم سياسي ما تمارسه إيران من نهج عدواني يستهدف الاضرار بمصالح دول المنطقة من خلال تدخلها السافر في شؤونها الداخلية وتأجيج الصراعات الدائرة فيها كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا واثارتها للفتن والاضطرابات وزعزعتها للأمن والاستقرار في البحرين من خلال الدفع بعملائها لنشر موجات من الكراهية والطائفية واشعال فتائل الخلاف بين أطياف تلك المملكة المسالمة. وإزاء ذلك فإن الرياض أبدت ترحيبها وتأييدها بالاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواجهة ذلك النهج العدواني الإيراني، فالإدارة الأمريكية ملتزمة وفقا لاستراتيجيتها المطروحة بالعمل مع دول المنطقة لمواجهة سلبيات النهج المتمحور في التحركات العدوانية الواضحة ضد سلامة وأمن واستقرار تلك الدول، بما ينعكس سلبا على سيادتها وسلامة أراضيها. لقد أيدت المملكة إلغاء الاتفاق النووي بين إيران ودول خمسة زائد واحد؛ ايمانا منها بأنه سوف يحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة والعالم ويمنع طهران من حيازة الأسلحة النووية غير أن النظام الإيراني استغل العائدات الاقتصادية من رفع العقوبات واستخدمها للمضي في نهجه المستمر بزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة وتمسكه بالمضي في تطوير أسلحته التدميرية المحرمة دوليا. تطوير النظام لبرامج الصواريخ البالستية واستمراره في دعم ظاهرة الإرهاب كما هو الحال مع حزب الله الإرهابي والميليشيات الحوثية وغيرهما من التنظيمات يشكل انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف والقرارات الدولية وزعزعة لأمن المنطقة، فقد استخدمت تلك الصواريخ ضد المملكة ومازال الحرس الثوري والميليشيات الحوثية يعتدون على ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي. وستظل المملكة ملتزمة بالعمل مع شركائها ومع المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في معالجة الخطر الإيراني المحدق بأمن المنطقة ومنع حيازة طهران لأسلحة الدمار الشامل وتقليم أظافر إرهاب الحرس الثوري الإيراني الذي صنف من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية «أوفاك» على أنه منظمة إرهابية لأدواره الواضحة بدعم الإرهاب والحركات المتطرفة في كل مكان وسعيه لانتشار أسلحة الدمار الشامل وتهديد دول المنطقة والعالم بها. أدوار النظام الإيراني في اشاعة الفوضى والاضطراب واشعال فتائل الحروب في المنطقة ليست خافية على كل دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسلام، فتلك الأدوار مشجوبة بكل تفاصيلها وجزئياتها من قبل الدول الكبرى ومن قبل المجتمع الدولي الذي مازال يكافح ظاهرة الإرهاب ويلاحق الإرهابيين أينما وجدوا؛ لتقليم أظافرهم والتخلص من شرورهم وأخطبوطهم الخطير الذي مازال يزحف على كثير من أقطار العالم وأمصاره. والمملكة بكل خطواتها الحميدة لحلحلة سلبيات تلك الظاهرة الشريرة تؤيد مختلف المساعي من الدول الصديقة ومن كافة الدول ومن المجتمع الدولي لوضع حد قاطع لتلك الظاهرة ومنع أخطارها المحدقة بسلامة واستقرار وسيادة المجتمعات البشرية في كل مكان.