القافلة تسير والكلاب تنبح.. هذا المثل العربي الذي قيل في زمن بعيد إلاّ أننا في كل زمن نتوقف عنده ونقوله وإن اختلفت المواقف، فهو الرد الوحيد على الحاقدين. الحاقدون على هذه الدولة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشَّريفين، وخدمة مَنْ قَصَد أرضها الطاهرة. الكل يعرف أن الحقد صفة من صفات البشر قد لا يخلو منها إنسان، لكن الاختلاف يكون في النسبة التي يحتويها قلب الشخص من الحقد والكراهية وذاكرة الخَزن لديه، ونيته السيئة التي يعيدها الله جلت قدرته إليه وهذا ما سيكون لكل حاقد على هذا البلد المتميز والمنفرد بأعظم شرف، سواء كان الحاقدون دولاً أو أفراداً. هؤلاء الحاقدون الكارهون الحاسدون الذين يقلبون الحقائق ويزيفونها، ويبتكرون الافتراءات، ونشر المزاعم والادعاءات، يكذبون الكذبة ويصدقونها، مرضى بهذا الداء الخبيث، «الحقد والحسد» هذا الورم السرطاني يصيب قلوبهم، وينتشر في عقولهم وألسنتهم بسبب خباثة أنفسهم، وضعفها. غليان شيطاني لا يحمله إلا جهولٌ مليءُ النفس بالعلل، ولن تدوم له مسرة ولا ولن يهنأ له عيش. يقال: ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش، الحقد والحسد وسوء الخلق. هذه النماذج لا يمكن قطع دابرها إلا بتجاهلها «فلو كل كلب عوى ألقمته حجراً /لأصبح الصخر مثقالاً بدينار». لندع الحاسد لنار حقده التي ستأكله في نهاية المطاف، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، وكل الجرائم تعقبها عقوبتها، إلاّ جريمة الحقد تسبقها عقوبتها على عكس كل الجرائم، والدليل: شقاء دائم للحاقد، وعذاب لنفسه الدنيئة يتضاعف أضعافاً مضاعفة خاصة عندما يرى الناجح في نعمة من الله سبحانه جلت قدرته. الحاقد يموت بغيظه والمحسود على النعم يسمو بفضل الله ويعلو علواً كبيراً. قل ما شئت بمسبتي فسكوتي عن اللئيم هو الجواب لست عديم الرد لكن ما من أسد يجيب على الكلاب. فلتنبح الكلاب حتى ترضي ذاتها، لتنبح كما شاءت فلن تقف القافلة عن سيرها، لتنبح حتى تفنى فما بنبحها تعلو على أسيادها، ولتنبح وتنبح فلن يضر السحابَ نبحُ الكلابِ ولن يضر الروض طنين الذباب.