يتضح بجلاء أن الاتفاق السعودي الأمريكي حيال عدوانية النظام الإيراني ثابت، ذلك أن التصدي للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هو نهج سعودي يلقى أكبر ترحيب من القيادة الأمريكية، وبالتالي فان الخطوات المقبلة ضد إيران سوف تتخذ من قبل الدولتين لدرء المخاطر عن دول المنطقة، وهي خطوات سوف تفعل لتجنيب تلك الدول مغبة التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها. الخطر الإيراني يمثل تهديدا صارخا للأمن القومي العربي، ويتعين على كافة دول العالم مواجهة إيران بحكم أنها الراعية الأولى للإرهاب، ومن جانب آخر فلا توجد مصالح حقيقية لقطر في دعم علاقاتها مع النظام الإيراني، والمطلب الخاص الذي تقدمت به الدول الراعية لمكافحة الإرهاب لقطر ضمن مطالب أخرى والخاص بقطع علاقاتها مع طهران هو مطلب منطقي وعقلاني. ويتوجب على قطر أن تعي تماما أن مصالحها الحقيقية تكمن في العودة الى حظيرتها الخليجية والعربية، وأن لا تتعاون مع إيران المصدرة لثورتها الدموية والساعية الى زعزعة واستقرار أمن دول المنطقة، فقد ثبت بما لا يقبل الشك وبالأدلة القاطعة والدامغة أن النظام الإيراني يسعى باستمرار لبث الفتن والحروب والقلاقل والأزمات داخل الدول العربية، ويسعى للعدوان عليها بطريقة مباشرة أو عن طريق عملائه في المنطقة. ولا شك أن العالم بأسره يدرك تماما أن النظام الايراني له أطماع في المنطقة، وهو بذلك يحاول التغلغل داخل مجتمعاتها لبسط سيطرته ونفوذه عليها وتحريك عملائه كما هو الحال في لبنان بواسطة حزب الله الارهابي، وكما هو الحال في اليمن بواسطة الميليشيات الحوثية الانقلابية لنشر الدمار والفتن والطائفية داخل دول المنطقة، وتلك أطماع لم تعد خافية على أحد، وتكاد ترى بعيون العالم المجردة. ممارسة التدخل الإيراني في شؤون المنطقة يمثل في حد ذاته إرهابا فارسيا لا يمكن السكوت عنه، بل يجب مواجهته ليس عبر التضامن السعودي الأمريكي فحسب، بل عبر تضامن كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والسيادة للجم النظام الإيراني ووقفه عند حدوده، وتمادي هذا النظام في ممارسة اعتداءاته الصارخة ضد دول المنطقة يعود الى التهاون العربي والإسلامي والدولي في اتخاذ القرارات المناسبة ضد تجاوزاته وعبثه. والمطلوب اليوم على كافة المستويات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية هو تضافر الجهود لمواجهة الأخطبوط الإيراني الشرير وهو يزحف الى دول المنطقة ويغذي كافة المنظمات الإرهابية الساعية لنشر الفوضى والأزمات والحروب في العالم، وهذا التضافر لا يخدم دول المنطقة العربية فحسب بل يخدم الأمن والسلم الدوليين، فقادة طهران مازالوا يستهينون بكل القرارات الأممية ذات الصلة باعتداءاتهم الغاشمة، ويستهينون بكل القرارات الأممية الداعية لوقف التسلح النووي المهدد لأمن المنطقة وأمن العالم.