يجب أن نعترف بأن الرياضة السعودية تمر الآن بأهم مراحلها الانتقالية - كباقي قطاعات الدولة -، تتجدد بسرعة، وترفع سقف طموحاتها بشدة، وتغير جلدها أكثر من أي وقت مضى، هي مرحلة فعلاً حساسة، ولكنها كفيلة بتحقيق أكبر قدر ممكن من الإصلاحات. هذه المرحلة بظروفها، وقراراتها، وبرؤية فرسانها لا بد أن تحقق أهدافها، وأهم تلك الأهداف صناعة بيئة رياضية سليمة تبنى على قاعدة صلبة من التنظيمات الكفيلة بجعل الأندية.. كل الأندية على مسافة واحدة من العدالة، حيث النظام الذي يكفل حق الجميع. مثلاً: أزمة نادي الأهلي التي افتعلت في الأيام الماضية حول قضية الحارس العويس إحدى مخرجات الفوضى الخلاقة التي تحيط بالوسط الرياضي، فقضية الاهلي لم تكن ذات يوم في شراء عقد لاعب او بيع آخر، وإنما هي مشكلة قديمة ومتجذرة في أعماق الاهلاويين، حيث مبدأ «الرمزية» الذي تجاوزه الزمان والمكان، الرمزية التي جعلوها ضمن التقاليد الرياضية التي ينبغي ألا تندثر. وعليه، فإن شخصية عظيمة وهادئة وجميلة كالأمير خالد بن عبدالله ليس بحاجة لكل هذه الزفة من الاهلاويين، «فأبو فيصل» بتاريخه وحاضره وبعطائه الذي لم ينقطع يدرك قبل غيره بأن الرمزية في الاندية أصبحت من التراث الرياضي القديم، وأن حاضر الاندية لا يستوعب هذا النوع من التعاطي، وإنما الحاضر الرياضي يتطلب كل انواع الدعم مالاً وفكراً واحتواءً للمحبين. أما المنغمسون في التصعب لفكرة «الرمزية» الرياضية فلا بأس، يتوترون الآن، ويستوعبون الواقع غداً، صحيح أن الواقع لا يتناسب مع ما اعتادوا عليه ولكنه الواقع الذي يفرض نفسه، والتنظيم الرياضي الذي يحكم الجميع كبار القوم وصغارهم. نحن أمام منعطف جديد.. فأهلاً بالنظام والنظاميين. وعلى المحبة نلتقي،،