قضية الأهلي وحارسه الجديد الشبابي محمد العويس قضية أهلاوية خالصة، أراد من خلالها المخرج الأهلاوي لعب دور البطولة من جانب واحد؛ إذ أراد إظهار الصفقة على أنها انتصار شخصي في الوقت الذي لم يكن هناك منافس له في الجانب الآخر؛ ولذلك كانت قضية مثيرة للاستغراب، وحملت الكثير من التجاوزات التي لم يحسن الجانب الأهلاوي صناعتها؛ لكي يظهر بمظهر البطل المنتصر بالحصول على توقيع لاعب حر دخل فترة الأشهر الستة، أو على وشك دخولها. فما حدث من الأهلاويين في هذه الصفقة يمكن أن يصنَّف على أنه منافسة مع المجهول الذي لا وجود له أصلاً. ولكي أوضح أكثر أقول: إن العرض الأهلاوي المقدَّم للحارس العويس هو أصلاً عرض كبير ومُغرٍ، وتجاوز كل العروض المقدمة، ولا يوجد من لديه استعداد أصلاً لدفع مثل هذا الرقم للحارس؛ وبالتالي فالوضع محسوم أصلاً؛ لأن كل الأندية تقريبًا تعاني شحًّا ماليًّا، ومنها من لم يرضخ لمطالب لاعبيه الذين دخلوا الأشهر الستة، وهم من النجوم، فما بالك بقدرته على دفع مبلغ يتجاوز العرض الأهلاوي؟!.. ولذلك فلا يوجد منافس (متهور) مستعد لدفع مبالغ تحول مسار الحارس. إذًا، كل هذا التخوف الأهلاوي، وإبعاد اللاعب عن الأنظار، ووضعه تحت المراقبة اللصيقة، لا معنى له، ولا قيمة له؛ لأنه بطريقة أو بأخرى سيوقِّع في ظل هذا العرض المغري، ودخوله فترة الأشهر الستة؛ ليصبح انتقاله للأهلي واقعًا.. إما في هذه الفترة الاحترافية، أو في نهاية الموسم. وفي كلتا الحالتين الأهلي سيستفيد من اللاعب، لكن ليس بتلك الدرجة؛ لأن الفريق لا يعاني من مركز حراسة المرمى لهذه الدرجة التي تجعله يفعل كل ما فعل للحصول عليه، وما صاحب ذلك من إثارة وافتعال للأحداث وتجاوز للأنظمة فيما يخص العقد الأول الموقَّع مع اللاعب قبل انتهاء عقده بستة أشهر في خطأ إداري واضح؛ ليتم تدارك ذلك والتوقيع معه بعد نهاية عقده. وهذه أيضًا قضية أخرى، قد تدين الأهلاويين لو تعاملت لجنة الاحتراف مع الموضوع وفقًا للأنظمة واللوائح المنظِّمة لذلك. لمسات * نادي العين الإماراتي قدّم للمدرب الكرواتي زوران ولنادي النصر خدمة كبيرة؛ إذ تدخَّل للحصول على خدمات المدرب مقدمًا أفضل مبرر للإدارة النصراوية للتخلص من المدرب بطريقة لا تثير غضب الجماهير. * في نهائي الموسم الماضي من كأس خادم الحرمين الشريفين تعرَّض لاعب النصر أحمد الفريدي للطرد في المباراة النهائية؛ وبالتالي يجب أن يغيب عن أول مباراة للنصر في النسخة التالية، وهي نسخة هذا الموسم.. لكن الفريدي شارك وفاز النصر وسط غفلة الجميع عن هذا الخطأ القانوني الذي يجب أن يقصي النصر من البطولة فورًا. * أكبر ضربة يمكن أن يتعرض لها الأهلاويون بعد صفقة العويس الفلكية في هذه الفترة هي أن يصدر قرار بالسماح بالحارس الأجنبي في الملاعب السعودية، عندها ستُحضر الأندية أفضل من العويس بمراحل، وبمبلغ بخس جدًّا مقارنة بمبلغ العويس. وتصوَّر لو أن لديك حارسًا مثل العماني الكبير علي الحبسي مقابل العويس.. فعلاً ستكون حكاية كبيرة. * لو كنت مكان الإدارة الشبابية لتفاهمت مع الأهلي، وتنازلت عن الأشهر الستة المتبقية في عقد العويس، واستفدت ماديًّا على الأقل؛ لأنه سيذهب لا محالة للأهلي. وكما يقال (العوض ولا القطيعة). أما مسايرة الركب الإعلامي والجماهيري، والتعامل مع الموضوع بالعقلية نفسها، فهما ضد الاحتراف وضد مصلحة الشباب.