الذكريات وجمالها دائما ما ترتبط باللحظات الجميلة التي تكون مرافقة لمسيرة الحياة. يقول المفكر والأديب والوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي -رحمة الله- «مشكلتي الحقيقية ليست النسيان، مشكلتي كثرة الذكريات»، أما في الطرف الآخر والمتمثل في الذكريات المرة التي يشبهها البعض.. ب«مراثي» الشعراء الحزينة المسطرة بدموع الفراق على المحبين.. وأن كان الشعراء دائما يقولون ما لا يفعلون.. ولكنهم في فرحهم وحزنهم يعرفون الطريق إلى مشاعر البشر.. ومشاعر البشر لا تتشابه.. فمنهم السعداء ومنهم الحزانى.. ولا أعرف لماذا ارتبط حزن الشعراء بالبسطاء والفقراء.. ولكني أعرف أن الأغنياء يملكون نفس مشاعر الفقراء.. دعونا من حزن الشعراء وفرحهم.. لماذا الشعراء يتكاثرون بشكل هائل مع الوقت، لماذا أعدادهم تتزايد في «السنة والساعة والدقيقة»؟! وفي المقابل تتناقص أعداد متذوقي الشعر؟! أعطوني الجواب!. في الواقع الرياضي يرى «المحبطون والمتشائمون» في الحديث عن ماضي الرياضة السعودية وذكرياتها مع الانجازات وسيلة لضرب أي منجز جديد يسجله أبناء الوطن والتقليل منه لأي سبب كان، خلال الفترة الماضية ذهبت تلك الأصوات تقاتل على آرائها التي تؤكد ان وصول الأخضر إلى مونديال روسيا 2018 كان من باب الصدفة وأن هناك عوامل ساهمت في خطف الاخضر بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة الثانية التي كانت تضم السعودية، اليابان، استراليا، العراق، الامارات وتايلاند، لم تكن مستحقة.. ومن ثم ذهبوا يصرخون في كل مكان بعد وصول الفريق الهلالي إلى نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بل إن البعض راح يقلل من أهميتها «ويعتبرها ضعيفة ويسهل تحقيقها»، وأمس الأول «استكثروا» على شباب الأخضر الفرحة بعد التأهل إلى نهائيات كأس آسيا، وأطلقوا انتقاداتهم في كل مكان بعد أن اعتبروا أنهم أكبر من المشاركة في الفرحة على سحب هزيمة منتخب اليمن. ولكن أجمل ما في الأمر أن أولئك «المتشائمين والمحبطين» سيكونون في «ورطة» حقيقية مع حلول عام 2018، وأقصد بذلك أنهم إذا أرادوا العودة والحديث عن ذكريات الاخضر الماضية، سيكون الأمر محرجا بالنسبة لهم، ولن يستطيعوا أن «يكذبوا ويزيفوا» الحقائق، وسيحتاجون فقط لبضعة أشهر لكي يتذكروا أن عام 2017 هو عام عودة الرياضة السعودية إلى الانجازات، بل هو العام الذي نجح في السعودية في «إعادة كل شيء إلى حجمه الطبيعي» بعد أن أعادوا ترتيب القارة من جديد.. ولن يجدوا لهم مكانا بيننا.