نظمت جماعة «فضاء شعر» التابعة لأسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين، الخميس الماضي، أمسية شعرية استضافت فيها شعراء جماعة «حواف» الإبداعية السعودية، وذلك وسط حضور محبي الشعر من البلدين. وشارك في الأمسية التي أدارها الشاعر البحريني كريم رضي، كل من الشعراء يحيى العبداللطيف، وعبدالله الهميلي، وحمزة النمر، حيث افتتح رضي الأمسية بالترحيب بالشعراء والحضور منوها بالعلاقات الثقافية والتاريخية العميقة بين البلدين، إضافة للتعريف بجماعة «حواف الإبداعية» والضيوف مبتدئا بالشاعر حمزة النمر، الذي قرأ في ثلاث جولات قصائد تفاوتت بين العمودية والتفعيلة ومنها «ربما»، و«النسق»، وقصائد متفاوتة في الطول والقصر. فيما شارك الشاعر يحيى عبدالهادي العبداللطيف الذي صدر له ديوان «أحيانا يشتبهون بالوجع»، وكتاب «جاسم الصحيح بين الشاعر والأسطورة»، بمجموعة من القصائد قال في إحداها: من ينقذ الطفل فينا كلما خطفت منه العواصف حلما بعد ما ينعا من يحتويه إذا ألوانه جنحت نحو السواد وفي كراسه قبعا نحن الذين سجنا الحزن في دمنا ولم ندعه يزور العقل مقتنعا وعرّف مدير الأمسية بالشاعر عبدالله الهميلي، الحائز على المركز الأول في الشعر الفصيح في جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والآداب في 2014 م، الذي قرأ عددا من القصائد منها: «تعودين للبيت» و«المقاهي». وعلى هامش الأمسية تحدّث الناقد والأكاديمي يونس البدر عن التجدد في التجربة الشعرية للشعراء الشباب فقال: إن مقاربة التجربة الشعرية للشباب في السعودية لا تنفك عن تتبع الاتجاهات التي تتسرب فيها الكتابة وتتشكل عبر قوالبها الشكلية والموضوعية والوجودية، ثمة شعراء يحلمون بالمستقبل الجميل للشعر ويطورون تجاربهم لتغيير التقاليد الشعرية ويضعون مكانها مفهوماً جديداً بالمنظور الأعمق لغرضية الشعر وفرضياته الجمالية، وذلك ليكون الشعر حداثياً والحداثة كما يقول أدونيس «ممارسة ومعاناة» قبل أن تكون مجرد قناعة عابرة.. ولعل أكثر هذه الاتجاهات إثارة للجدل اتجاه (قصيدة النثر) باعتبارها إنجازا لنصوص عابرة للأنواع، وهي ظاهرة في أعلى درجات النضج والحيوية الفكرية التي تمنحنا الأمل في مستقبل واعد لهؤلاء الشباب. ونقف اليوم أمام ثلاث تجارب شعرية تمثل التجاذب والحراك الشعري: حمزة النمر شاعر هادئ الملامح يحتفل بإيقاع قصيدته على كل المستويات داخلياً وخارجيا مؤكدا على العناية بجسم القصيدة وهيئتها، ويحيى العبداللطيف بقصيدته العمودية يمثل شاعر الواقع والسؤال عن كل شيء تنسج قصيدته حوارات سردية مسكونة بهم كل شيء، يمسرح هذه الحوارات بكل ما أوتي من لغة الجسد ليؤكد الحضور الإنساني الحقيقي في القصيدة لا البطل الزائف. أما الهميلي فشاعر الأسئلة اللا منتهية الذي يعيد صياغة ذاته المؤمنة فأمامه من التجريب زمن أطول مما وراءه فما زالت الأسئلة تتزاحم في قريحة تؤمن بقيمة السؤال وتحتفي به.