يميط البعض اللثام عما يحمله عقله الباطن ضد ابناء مجتمعه وابناء دينه وقوميته بشعور منه او دون شعور. ويسجل من يقرأ ما بين السطور كمية الاحتقان التي يحملها هذا الكاتب او ذاك القائل دونما شعور منه في اغلب الاحيان. فعندما تقرأ مثلا لذاك الشخص مقولة «كل الاطباء يستحقون المساءلة» او مقولة بعضهم او «كل ابناء الغرب طيبين مو مثل اللي عندنا» او «كل ابناء المنطقة الفلانية خونة». هذه المقولة او تلك لها دلالات عميقة ما بين اتهامات، دونما دليل سوى تعابير انفعالية غير محسوبة العواقب ومديح في الآخر غير المعلوم نكاية بالآخر المعلوم. وهذا النوع من الناس يجب الحذر من التعامل مع قراراتهم وتقديراتهم وكتاباتهم في حق غيرهم، لانهم بكل بساطة يغيبون موازين الحكمة ويبخسون الناس أشياءهم، ويغطون محاسن الآخرين ولا يتورعون في اصدار أحكام الإقصاء في حق غيرهم. ولذا نُسجل لهكذا أشخاص مواقف متشنجة نحو الآخرين. كرجال الطب كافة ورجال الدين كافة والمدرسين كافة، بكيل من التهم او المديح دونما تمحيص بين المسيء من المحسن منهم، ونفس هذا الشخص او أولئك الاشخاص تراه ينفعل ويصدر كلاما خاليا من الدقة في حالة دخوله مستشفى والتقى بطبيب دون مستوى توقعاته في سرعة تشخيص المرض. فيطلق حكما عاما على ذلك المشفى او جميع الكادر الطبي فيه بالفشل او الكسل. وهنا نشد على كل حصيف ممن ينشد العدل لنفسه وللآخرين ان يكون ذا تصرفات وتصريحات مسؤولة، ولا يجعل قراراته في التعاطي مع المحيط بيد هكذا نوع من الناس الارتجاليين وغير المتمحصين. والأجدر هو أن تراعى الأمور حسب قاعدة (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وقواعد أخرى. نعم، نعيش في عالم به الصالح والطالح من نفس ابناء المهنة الواحدة، ولكن هذا لا يشفع لنا اطلاق حكم عام. فلو سجلنا سوء ادارة مالية من قبل ادارة بنك او وكيل مؤسسة لا يعني اننا نتجنب التعامل مع كافة البنوك. ولو اننا مثلا رصدنا فشلا طبيا لجراح بمستشفى محدد لا يعني ان نتوقف عن الذهاب للمستشفيات لاجراء عمليات جراحية. واذا وقع حادث في شارع ما لا يعني ان نغلق الشارع او نلغيه من الخارطة. نعم بهمة المخلصين والصادقين نشخص الموظف او الجراح او الذي اخطأ او اساء، ونحلل سبب الحادث ونعمل على اقالة المسيء واصلاح الامور من خلال رؤسائه او ادارته. وهذا يؤكد باكثر من موضوع اهمية ان تكون مساهمات اصحاب العقل وابناء المجتمع الفاعلين، ومنشدي نشر الوعي التواصل مع المسؤول في الجهة المعنية للمؤسسة التجارية او الدينية او الطبية في الاداء الضعيف للموظف المعني وايصال افكارهم ورؤيتهم في الاصلاح، وفي ذات الوقت تجنب التعامل مع الفاسد من ابناء اي مهنة، وليس اعدام ابناء المهنة جميعهم بسبب انتحال المتمصلحين او الفاسدين لتلك المهنة. ملحوظة: من الحكمة في حالة معاينة المنتحلين لأي مهنة، إبلاغ بعض الأطراف الفاعلة ذات الصلة لإيقاع حوكمة عادلة على الذين استغلوا او انتحلوا تلكم المهن او المناصب، ونسأل الله أن نُسجل صدى لهكذا نداء مكرر.