لا يعتقد أحدكم بعد أن يقرأ عنوان مقالي هذا إنني أدندن بتلك الأغنية القديمة المشهورة من التراث اليمني الأصيل التي كنت أستمع لها طربة قبل خمس دقائق من كتابتي لهذا المقال . فقد يحاسبني بعض من أفراد (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) و أخشى أن يكفروني ويقطعوا لي على الفور والرحب والسعة تذكرة ( First class ) إلى جهنم .أنا كغيري من الناس نلامس الجراح وفي الوقت ذاته نرقص كالطير مذبوحين من شدة الألم،فما يفترض أن يمثله القائمون والعاملون في هذا الجهاز هو " الأمر بالمعروف" الذي لا نراه مع الأسف إلا عند الأقلية منهم و مناصحة الشباب و الشابات الضالين عن الطريق السوي بالحسنى و بالترغيب لا الترهيب في الحق و الخير و الصلاح ، " والنهي عن المنكر " بلا منكر ولا مشاكل و فضائح واستغلال فاسد للسلطة الممنوحة لهم . ساءني كثيراً كما ساء الكثيرون ممن شاهدوا المقطع الذي انتشر على تهجمهم على عائلة أمام مجمع تجاري بشكل فوضوي و همجي و لا اخلاقي ومسيء بالدرجة الأولى للناس و لهم كجهاز لا يعكس "صورة مسماه" ولسمعة هذا المجتمع و الوطن الذي ننتمي له و نفخر دائماً به رغم كل الظروف التي نأمل كل يوم تشرق فيه الشمس بغدٍ أجمل و أفضل. نعلم جيداً ألا أحداً يرضى أن يُفعل و يشهر به و بعائلته وبكرامته بهذا الشكل البعيد كل البعد عن المُسمى الحقيقي الذي يمثله بعض أفراد هذا الجهاز . وللأسف الشديد أن الحقيقة المُرة أن نصف المجتمع كاره غير محب لهم من جراء أفعالهم و طريقة تعاملاتهم مع الناس كما ولو كانوا (بعبعا) يخافهم الناس و يتجنبونهم خشية الدخول في معارك و مشاحنات وملاسنات وهذا واقع ليس لأن الناس فاسدون و محبون للجهر بالمعاصي والفسوق والفجور ، لكن لأن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ، و ما جزاء الإحسان إلا الإحسان . فللكلمة الطيبة أثر طيب في النفوس والكلمة الخبيثة سبب في ايذاء الآخرين أكثر من الضرب. فقد ذكر باحثون على (قناة BBC) أن مقولة " العصا و الحجارة يمكن أن تكسر العظام ، في حين أن الكلمات التي لا تؤذي غير صادقة ، فالكلمة لها تأثير السحر على النفس وقد يكون مفعولها أقوى من تكسير العظام . وللأسف هذا الجهاز يفتقر فيه العديد من أفراده وممثليه لفن و رقي التعامل مع الناس و هذا هو السبب الرئيسي لكل ما نراه و نسمعه في كل حين عن مشاكلهم و تجاوزاتهم اللا منتهية. لدينا من المشاكل و الفساد الإداري في جميع القطاعات ما يكفي لنلتفت إليه و نحاربه معاً لبناء مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن فلا تشغلونا لأننا لا نسمع لكم صوتاً و لا حساً في محاربة و مكافحة الفساد و المنكر بالفعل إلا في الأسواق و الشوارع و محاربة الناس والتدخل فيما يعنيكم و ما لا يعنيكم باسم السلطة التي تمثلوها (اسماً لا فعلاً) من خلال بعض الحوادث والمشاهد. آمروا الناس بالمعروف فعلاً و أنهوهم عن المنكر بالحسنى، لا بالقوة و استغلال السلطة بغير وجه حق على الذين لا يستحقون الإهانة و التشهير والفضح بين الناس،فقد وضعتنا بعض ممارستكم في حرج أمام العالم باسم الدين والمجتمع المحافظ وما هكذا تورد الإبل ، آمروهم بالمعروف وأنهوهم بالمعروف ايضاً ، أو دعوا الخلق للخالق فقد خلقنا الله أحرارا و سنحيا ونموت كذلك بلا شك. [email protected] https://TWITTER.COM/#./RZAMKA