تسعى الكويت عبر وساطتها الحميدة لرأب الصدع الخليجي الناجم عن الأزمة القطرية التي قد تحول دون التئام شمل مجلس التعاون في قمته التشاورية المقبلة، والمملكة ملتزمة بموقفها الثابت إزاء الأزمة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بأهمية امتثال النظام القطري للمطالب المقدمة اليه كطريق أمثل لاحتواء ظاهرة الإرهاب التي لا تزال الدوحة تدعمها وتدعم رموزها بكل أشكال الدعم وأساليبه. لقد حرصت المملكة دائما على استقرار وأمن دول المنظومة الخليجية والسير قدما لتحقيق التطلعات المأمولة لدولها حول توحيد تشريعاتها وأنظمتها وصولا الى اتحادها المطروح، غير أن الدوحة بدعمها لظاهرة شريرة تهدد سيادة دول المنظومة وتبعثر توجهاتها خرجت عن السرب، وأبت الا أن تسبح ضد التيار بدعمها تلك الظاهرة ودعمها لارهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني، الذي ما زال يشكل خطرا من خلال تصديره ثورته الدموية الارهابية الى الدول الخليجية والعربية والاسلامية والصديقة. وليس أمام الدوحة من سبيل للعودة الى حظيرتها الخليجية الا بتحكيم الرشد والعودة الى الصواب وتسوية أزمتها القائمة داخل البيت الخليجي، بدلا من الاستقواء ومحاولة تدويل أزمة تعلم يقينا أن حلها يكمن داخل منظومتها لا خارجها، فسياسة ركوب الرأس وعدم الاصغاء للأصوات العاقلة والمتزنة ينذر بعواقب وخيمة تنتظر النظام وينذر باطالة أمد الأزمة وإدخالها في أنفاق مظلمة لا بصيص لأي نور في نهاياتها. ومن المؤسف أن النظام القطري بدلا من انصياعه لصوت العقل نراه يعمد لتصعيد الأزمة العالقة، ليس من خلال دعمه الواضح لظاهرة الارهاب فحسب بل من خلال تصديه لمعارضيه في الداخل من خلال سحبه جنسيات القبائل القطرية، وتجميده للحسابات المصرفية الخاصة بالشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وها هم جنوده يقتحمون قصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني ويعتدون على خصوصياته وخصوصيات والده ووالدته ومصادرة مقتنياتهم الشخصية والعائلية. هي تصرفات غير مسؤولة يثبت النظام القطري من خلالها أنه ماض في سياسته القمعية بإسكات كل الأصوات المعارضة له في الخارج والداخل، والمضي في ارتكاب ممارساته العدوانية لتمرير ظلمه وبطشه وجبروته ضد بعض معارضيه من الأسرة الحاكمة، ومعارضيه من أفراد الشعب القطري الذي مني بحكمه ومعارضيه من كافة الدول المحبة للأمن والاستقرار والنابذة لتأييده ومعاضدته للارهاب والارهابيين. إنها خطوات طائشة يصمم النظام القطري على التمسك بها والإطاحة بكل صوت متزن يدعوه للعودة الى الرشد والصواب، والتخلي عن المكابرة التي سوف تقوده الى مصير مجهول وتقوده الى زيادة الخناق حوله من كافة دول العالم التي لا تزال تضرب حول الدوحة عزلة كبرى، آثارها الوخيمة بدأت تظهر على السطح من خلال المعاناة الاقتصادية التي تشكو منها قطر الأمرين بسبب تصرفات حكامها غير المسؤولة وغير العقلانية.