إن قيمة الحياة تنبع من قدرة الإنسان على استثمار ذاته وقدراته في إنتاج مخرجات من شأنها أن تعود عليه وعلى المجتمع بالخير والفائدة، وفى الواقع يعد إيمان الإنسان بما يقوم به من أعمال امرأ ضروريا فى الحياة، فكلما زاد إيمانك بقيمة ما تقوم به من أعمال، كان ذلك حافزا ودافعا لإتقان هذا العمل، ليس ذلك فحسب فان مكانة الإنسان وقيمته في المجتمع تتحدد فى ضوء ما يقوم به من أدوار تسهم في تقديم النفع للعامة، كما إن إيمان الإنسان بما يقوم به من أعمال يضفي السعادة ويدعم الثقة بالذات، فالعمل قيمة يجب أن نقدسها ونحترمها، ومن خلال العمل تتقدم الأمم وتزدهر، فقيمة العمل ترتبط بأهداف الحياة، فالإنسان المنتج والجاد في أداء أعماله يستشعر قيمته كانسان فاعل قادر على تحقيق النفع وتقديم العون لمن حوله، ولذا نشير في إطار ذات السياق إلى أهمية تقدير قيمة العمل التي تنبع من القناعة الشخصية لدى الفرد بأهمية دوره في المجتمع وارتباط ذلك بالحرص على إتقان العمل والالتزام بمبادئه. ومن هنا يجب أن نؤكد في كافة المحافل العلمية واللقاءات والمؤتمرات على أهمية تقديس قيمة العمل وارتباط ذلك بتحقيق الأهداف التنموية المنشودة فى برنامج التحول الوطني وإستراتيجية المملكة العربية السعودية 2030، فكلما ترسخت تلك القيمة فى عقول الشباب؛ كانت بمثابة حافز للإنجاز والتقدم، وهنا نؤكد على أهمية تحفيز الشباب السعودي لبذل الجهد والاجتهاد فى كافة المجالات على اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم، فإن ذلك سوف يساعدهم على تخطي كافة العقوبات أو الصعوبات التي يمكن أن تواجههم، ويجب أن يشارك الخبراء والمستشارون في كافة مجالات العمل في تحفيز الشباب وتشجيعهم لتقلد المناصب الإدارية والتنفيذية وتحمل مسؤوليات الوطن التنموية، ليس ذلك فحسب بل تقديم المشورة والدعم لإنارة الطريق أمامهم وتحفيزهم على التجديد والابتكار من منطلق الإيمان بقدرتهم كشباب على التطوير بأفكارهم الطموحة، وأيضا انطلاقا من مبدأ التلاحم والتساند بين الأجيال، فخلق الفجوة بين الأجيال يؤدي إلى إهدار الموارد والأفكار ويفسد إمكانية الاستفادة من تجارب الماضي، فنحن في وطننا نؤمن ونحترم الماضي ونقدر أهمية الحاضر ونتطلع برؤى مشرقة إلى المستقبل، كبيرنا يساند صغيرنا؛ من أجل استدامة الأمل من جيل إلى جيل، الأمل الذي هو نقطة الانطلاق لبرنامجنا الوطني الطموح الذي يعمل على تحقيق نقلة تنموية حضارية غير مسبوقة لتضع المملكة فى أعلى مكانة بين الأمم المتقدمة، وكلما ترسخت قيمة العمل لدى هؤلاء الشباب؛ انتهت كلمة مستحيل، فالشباب هم عماد الأمة وسواعدها وطاقاتها، وإيمانا بما يقوم به من أعمال واقتناعهم بها سوف يحقق الطموحات المستقبلية المنشودة، وفى الحقيقة إن رؤية البرنامج الوطني تنطلق من الإيمان بقدرة شباب الوطن لتحقيق طموحات المستقبل.. اللهم احفظ شبابنا وأعز مملكتنا الحبيبة.