بات من الواضح أن التنمية اليوم ما هى إلا رحلة طويلة فى حياة الأمم، تتطلب الاستعداد والإعداد لكى تصبح تلك الأمم قادرة على تحقيق أهدافها، ورغم التقدم الهائل الذى نشهده اليوم فى كافة مجالات العلم ووسائل التكنولوجيا، الا ان كل يوم نحن فى حاجة الى خطط وبرامج جديدة للتنمية، وعندما نتعمق بالتفكير فى رؤية السعودية 2030 نجد انها انطلاقة غير مسبوقة تستهدف تحقيق صيغة تنموية جديدة برؤية اكثر انفتاحا على المنظور العالمى تنبع منها استراتيجيات تنموية فاعلة تسعى الى تفعيل استثمار الموارد البشرية وترشيد الاستهلاك والحفاظ على الموارد وذلك كله فى سياق الاستدامة، ليس ذلك فقط بل نجد ان رؤية 2030 تستهدف تحقيق التنمية البيئية والعلمية والبحثية والاقتصادية والتكنولوجية لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية. وفى ظل هذا السياق نجد أن سؤالا يطرح نفسه حول ما الدور الذى يمكن ان يقوم به الاعلام لدعم وتفعيل هذه الرؤية التنموية؟، فهناك حقيقة لا يمكن إغفالها هى أن الإعلام له دور هام فى تفعيل برامج التنمية، فهو الصوت والنداء، نداء للمواطنين للمشاركة بكل ما لديهم فى برامج التنمية، وهو الصوت الذى يزود المواطنين بالمعلومات والمعرفة عن المشروعات التنموية واهدفها ومساراتها وانجازاتها. ويعد الاعلام ركيزة مجتمعية لتوحيد الهمم وتحفيز الوجدان الوطنى للتلاحم حول المشروعات الوطنية العملاقة التى تنظر الى مستقبل الوطن برؤى مشرقة، فالاعلام يمكن ان يلعب دوره من خلال مسؤوليته المجتمعية لتوحيد الروح الوطنية من قبل كافة المواطنين نحو رؤية 2030، ذلك عبر صيغة إعلامية فاعلة لربط أفكار وتصورات وقيم المجتمع بالرؤية التنموية ومشروعاتها، وهنا يحدث التلاحم وتدعم اواصر الثقة والتعاون ويتحقق النظر بصورة مشرقة نحو مستقبل افضل. فالاعلام المستنير يعمل على مواجهة المشاكل او المعوقات التى تتعلق بالثقافة المعرقلة والهدامة عبر طرح الاراء الصائبة والمعلومات الايجابية، ايضا تحفيز الطاقات البشرية وخاصة فئة الشباب للمشاركة بجهودهم وطاقاتهم فى بناء وطنهم، كما لا ننسى اهمية دور الاعلام فى توسيع البرامج الثقافية لتزويد المواطنين بالافكار البناءة الطموح المرتبطة بالعمل التنموى، كما يمكن ان يسهم فى تحفيز الجهود التطوعية للمشاركة فى الخدمات الوطنية للفئات المحتاجة وهنا يسهم العمل التطوعى بجهود ملموسة فى هذا الشأن، والكثير والكثير يمكن ان يقدمه الاعلام للوطن، فالاعلام هو منبر الدولة وعلامة حريتها وشعار تماسكها وفكر شعبها وحكومتها.