عهدت مجموعة (دلة البركة) في كل مرحلة من مراحل نموها خلال السنين الماضية على تقديم أنشطة وبرامج لخدمة المجتمع تمثلت في طرح العديد من البرامج منها على سبيل المثال لا الحصر: سلسلة قصص بعنوان ”نحو مستقبل أفضل“ منذ عام 1973م برنامج ”صناع الحياة“ و منذ عام 2001م منح دراسية للطالبات المتفوقات بكلية دار الحكمة منذ افتتاحها ومركز جدة للعلوم والتكنولوجيا منذ منتصف الثمانينات و إطلاق قناة اقرأ الفضائية للإعلام الهادف وغيرها الكثير والكثير جداً من البرامج الاجتماعية التي تصب أولاً وأخيراَ في إحداث نقلة نوعية في حياة الفرد والمجتمع. واليوم تكمل مجموعة (دلة البركة) مسيرتها المشرفة بأسلوب جديد ومعاصر لتحقق -بإذن الله تعالى- الريادة في مجال المسؤولية الاجتماعية وتفعيل هذه المهمة من خلال مشاريع إستراتيجية مدروسة ومقننة تعود بالنفع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتوعوي على المجتمع السعودي كافة ومن ثم العربي و الإسلامي. حول هذا الدور الريادي كان ل (الندوة) هذا الحوار مع د. نادية باعشن مدير عام ادارة المسؤولية الاجتماعية بمجموعة دلة البركة: تطوير المفهوم | كيف استطاعت مجموعة (دلة البركة) تطوير مفهوم المسؤولية الاجتماعية من مجرد الهبات والتبرعات ؟ || هناك خلط بين المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري فالعمل الخيري يعتمد على الصدقات والزكوات والتبرعات التي تذهب الى اوجه صرف محددة شرعا. ولكن ميزانية المسؤولية الاجتماعية هي نسبة مقتطعة من صافي ارباح الشركة ويتم صرفها على مشاريع تنموية لا تقتصر على المحتاجين والفقراء فقط. فهما يلتقيان في القضاء على عدد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع: فالعمل الخيري يسعى الى سد حاجات الفئة المحتاجة بصورة انية بينما ترتكز برامج المسؤولية الاجتماعية على مشاريع تترك أثرا ايجابيا في كل المجتمع وافراده. محاور الخطة | هل من إستراتيجية ما تقوم عليها برامج (دلة البركة) لخدمة المجتمع ؟ || تقوم جميع برامج المسؤولية الاجتماعية على خطة استراتيجية محددة تتمحور حول 5 محاور : تمكين الشباب السعودي وتعزيز قدراتهم لبناء حياة كريمة وذلك بتحويلهم إلى قوى فاعلة معطاءة تساهم في بناء وتطوير الاقتصاد المحلي، وتشجيع البحث العلمي وبث روح البحث والتحليل والتمحيص لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ونشر الوعي الاجتماعي/الاقتصادي من خلال ترسيخ منظومة القيم الاجتماعية وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، والتعاون مع المرافق الحكومية والمؤسسات في سعيها نحو تحسين مستوى معيشة الفرد السعودي و تحقيق رفعة هذا الوطن وأفراد مجتمعه، والاستفادة من تجارب وخدمات المؤسسات والمنظمات المحلية والعالمية في مجالات خدمة المجتمع في شتى المجالات التنموية. ثلاثة معايير | حدثينا عن المعايير التي يجب أن تتوفر في برامجكم الاجتماعية لاعتمادها؟ || حتى تتبنى إدارة المسؤولية الاجتماعية أي برنامج اجتماعي يجب أن تتوافر فيه كافة بنود المعايير التالية: أولاً : معايير الشمولية: وتتمثل في .. أن يتسم البرنامج بالشمولي، وأن يلامس قاعدة كبيرة من شرائح المجتمع، وأن يكون قابلاً للانتشار الجغرافي. ثانياً : معايير الاستمرارية: وتتمثل في .. أن يتصف البرنامج بمخرجات طويلة المدى، وأن يحدث البرنامج أثراً إيجابياً طويل المدى. ثالثاً : معايير الحداثة و الابتكار: وتتمثل في .. أن يتسم البرنامج بحداثة فكرته، وأن يتصف أسلوب تنفيذه بالابتكار والإبداع. أبرز البرامج والمبادرات | ما هي أبرز برامج (دلة البركة) الاجتماعية ؟ || تركز برامج (دلة البركة) للمسؤولية الاجتماعية على تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمجموعة السابقة الذكر ويندرج تحت كل هدف من هذه الأهداف مجموعة من البرامج التي بتنفيذها يتحقق الهدف المنشود نذكر من أهمها وأبرزها: منح (دلة البركة) التعليمية للتميز وهو أحد برامج (دلة البركة) الاجتماعية التي عهدت منذ تأسيسها على تقديمه سنوياً لأبناء هذا الوطن المعطاء من المتفوقين والمتفوقات منهم هادفة بذلك إلى تغيير سوء الفهم الحاصل عن المنح التعليمية من مفهوم المساعدات المالية وكفالة طالب علم إلى منحة مرتبطة بالنجاح والتميز والسمو بها إلى مفهوم المنحة بمعناه وعمقه الحقيقي بعيداً عن كونه هبة أو صدقة لا يسعى لها الكثيرون خجلاً وإن سعى لها البعض ففي خفاء. صندوق صالح كامل لدعم رواد الأعمال وقد تم إطلاق هذا الصندوق كمبادرة وطنية نبعت من استشعار عميق للمسؤولية الاجتماعية تجاه هذا الوطن وأبناءه الكرام فقد جاءت فكرة تأسيس (صندوق صالح كامل لدعم رواد الأعمال ) من صاحب هذا الصندوق ليعزز نداءه ويؤكد حماسه بضرورة احتضان شباب هذه الأمة بشتى الطرق والوسائل التي تكفل لهم حياة كريمة في ظل وطن كريم ولم تكتف (دلة البركة) بالتمويل المادي فقط لهذه المشاريع بل دعمتها بتدريب الشباب المبادرين (رواد الأعمال) ببرنامج “مهارات إدارة وتأسيس المشاريع الصغيرة” والذي يساعد الشباب في ضمان استمرارية ونجاح مشاريعهم. ومن المبادرات الاجتماعية التي تحرص (دلة البركة) على القيام بها كل عام مبادرة توزيع الحقائب المدرسية و مستلزماتها على طلاب وطالبات المدارس الحكومية بجميع مراحلها،وتختلف محتويات الحقائب باختلاف المرحلة الدراسية. ويتم إطلاق هذه المبادرة كل عام خلال موسم العودة إلى المدارس في العديد من المدن السعودية وضواحيها، وذلك استشعارا من (دلة البركة) بمدى العبء الذي تواجهه الأسر لتوفير المتطلبات الدراسية والاحتياجات المدرسية لأبنائها كما يهدف هذا البرنامج لدعم وتحفيز الطلاب والطالبات وبخاصة المتفوقين منهم لرفع مستواهم التعليمي ومواصلة مسيرتهم التعليمية التي قد يكون عدم توفر هذه المستلزمات الدراسية سبباً في عرقلتها،ولتؤكد (دلة البركة) على اهتمامها بدعم العملية التعليمية في السعودية من خلال تخفيف العبء على المواطن البسيط و تشجيعه على الاهتمام بتعليم أبنائه والمساهمة في الجهود الحكومية لمكافحة ظاهرة التسرب من التعليم. وتمارس مجموعة (دلة البركة) أنشطتها الاقتصادية التزاماً بنهج الاقتصاد الإسلامي واستهدافاً للنمو والتطور والنجاح في المجالات العلمية، وقناعة بأهمية متابعة التعلم ومداومة القراءة والاطلاع، سعينا إلى تأثيث مكتبة جامعة تضم مختلف المعارف والعلوم المكتوبة والمسموعة والمرئية داخل مقر الشركة. حملة أمة اقرأ عادت تقرأ: والتي انطلقت من رغبة مجموعة (دلة البركة) في إعادة إحياء عادة القراءة بين النشء والتي اندثرت وتراجعت بين شباب الجيل الجديد وتتبنى (دلة البركة) هذا البرنامج الذي يهدف للقيام بحملة تثقيفية ضخمة للتوعية بأهمية القراءة لدى الشباب والنشء بهدف إعادة اكتساب وغرس هذه العادة من جديد ويصاحب هذه الحملة تأسيس مكتبات في كل حي من أحياء مدينة جدة وذلك من خلال إنشاءها داخل مراكز الأحياء المنتشرة والموزعة على جميع أنحاء المدينة. بالإضافة لعدد من البرامج الأخرى الذي لا يوجد متسع لذكرها الآن مثل : حملة إعادة التدوير ومدرسة تعليم القيادة الآمنة للنشء الجديد وبرامج التدريب الصيفي وبرامج تأهيل أبناء الموظفين وبرامج التدريب التعاوني لطلبة وطالبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة وغيرها . | ما هي الفئات المستهدفة من هذه البرامج الاجتماعية ؟ || يعتبر المجتمع باسره بجميع فئاته هو الفئة المستهدفة لجميع برامجنا ممثلة في: العملاء (أفراد المجتمع الخارجي)، الموظفون (أفراد المجتمع الداخلي)، الشركاء و المساهمون (Share Holders)، الموردون (Suppliers) ، صانع القرار (Policy Makers) . من الاستهلاك للانتاجية | التدريب والتوظيف قمة هرم العمل الاجتماعي هل استطعتم أن تحولوا وجهة النظر الاستهلاكية إلى الإنتاجية ؟ || بدات التجربة في احتضان الشباب العاطل بالمجموعة في كافة مرافقها فقد عكفت على تدريب مخرجات التعليم واعادة تاهيلها لتواجه متطلبات سوق العمالة من خلال تنمية قدراتهم ومهاراتهم ومن ثم ايجاد الفرص الوظيفية الملائمة لهم ضمن منظومة شركات دله المتعددة والمتنوعة في النشطات والاختصاص. دمج المرأة السعودية | هل كان للمرأة نصيب من هذا التدريب والتوظيف ؟ || نعم بإشراف وتخطيط من إدارة المسؤولية الاجتماعية تساهم (دلة البركة) في استحداث فرص ومجالات عمل نسائية غير تقليدية وذلك بهدف دمج المرأة السعودية في المجتمع وتفعيل دورها في بناء ورفعة الوطن. تشجيع الطلبة والطالبات | كيف جسدت برامج (دلة البركة) الاجتماعية هذه الآية الكريمة( وقل ربي زدني علما ) من خلال برامجها ؟ || إيمانا من (دلة البركة) بأهمية العلم والتعليم لذا فإنها تعمل على تشجيع الطلبة والطالبات بإكمال مسيرتهم التعليمية من خلال برامج تقدمها مثل المنح التعليمية كما ورد سابقا وحقائب دله المدرسية وحملة “ أمة اقرأ عادت تقرأ “ وبعض البرامج الإثرائية التي تقدم للطالبات المثاليات من طالبات الثانوية العامة في وزارة التربية والتعليم. حاضنة أعمال إعلامية | يعد الإعلام من المجالات الخصبة التي لا سقف لها .. هل من بصمة لكم في هذا المجال ؟ || حاضنات الأعمال هي مؤسسات تهدف لدعم المبادرين الذين تتوافر لهم الأفكار الطموحة والدراسات الاقتصادية السليمة حيث تضمن هذه الحاضنات زيادة فرصة نجاح المشروع وتوفير بيئة ملائمة للمشاريع الصغيرة وحمايتها في مراحلها الأولى كما تدعم المهارات والإبداعات لدى أصحاب المشاريع. لمجموعة (دلة البركة) باع طويل في المجال الإعلامي متمثلاً في قنوات ART وتلمساً لحاجة السوق السعودي لكوادر مدربة و محترفة في المجالات الإعلامية و خصوصاً الإعلام المرئي بادرت إدارة المسؤولية الاجتماعية بمجموعة (دلة البركة) بتأسيس حاضنة أعمال إعلامية للشباب والشابات المهتمين بهذا المجال. ويقوم مفهوم الحاضنة الإعلامية على بناء القدرات من خلال احتضان الشباب داخل منظومة تمكنهم من اكتساب قدرات ومهارات بالتدريب وخبرات و ممارسات بالعمل و التطبيق أثناء التدريب وتعمل هذه الحاضنة على توفير صفوف من الشباب الراغب في العمل في المجال الإعلامي الذي يعتبر واحداً من أكبر القطاعات الجاذبة للشباب ومن أقل القطاعات المستفيدة منهم نظراَ للحرفية والتقنية والتخصصية المطلوبة للعمل في هذا المجال. العمل التطوعي | ماذا عن العمل التطوعي ؟ || يمثل الشباب نسبة 76% من التركيبة السكانية في المملكة العربية السعودية مما يجعلها تتميز بكونها دولة فتية وكون الشباب ثروة وطاقه ينبغي ألا تُبدد وتُهدر فقد سعت إدارة المسؤولية الاجتماعية بمجموعة (دلة البركة) إلى غرس أول نواة ووضع أول لبنة في صرح كبير يساهم في توجيه هذا النشء و إعادة التواصل بينه وبين منظومة القيم الاجتماعية التي شق عنها وأبتعد ومن هذه الحقائق تبلورت فكرة “أكاديمية (دلة البركة) للعمل التطوعي” والتي تقوم على منهج تربوي متكامل يهدف إلى إعادة غرس قيمنا ومفاهيمنا المستلهمة ليس فقط من منظومة العادات والتقاليد الاجتماعية فحسب بل تتعداها لتلامس الأخلاقيات و السلوكيات التي دعا إليها ديننا وحثنا عليها نبينا و أكدت عليها شريعتنا السمحاء مثل: محبة الله و احترام الآخرين و الولاء للوطن و الحفاظ على نعم الله وشكره عليها. زيادة مساحة الوعي | هل احتلت (التوعية) أو ما يعرف بالتدخل الإيجابي مساحة من برامجكم الاجتماعية ؟ || بإلقاء نظرة سريعة على المجتمع من حولنا يبدو واضحاً وجلياً ما يعانيه المجتمع من مشاكل وقضايا هامة وبنظرة أكثر تعمقاً نجد أن الكثير من هذه المشاكل سببها قلة الوعي مما يستدعي التدخل السريع والايجابي من قبل القطاع الخاص لنشر الوعي بكل أشكاله ( اجتماعي، صحي، بيئي، اقتصادي ) للارتقاء بالمجتمع بجميع فئاته نحو مستقبل أفضل وقد سخرت مجموعة (دلة البركة) كافة إمكانياتها في القطاع الإعلامي بعملية التوعية في العديد من المجالات . مناقلة سهلة | متى نرى بصيص ضوء من هذه الإشراقات الإنسانية بمكة المكرمة ؟ || الهدف الاستراتيجي لادارة المسؤولية الاجتماعية هو نقل وتصدير تجربة ادارة المسؤولية الاجتماعية من مدينة جدة الى كافة انحاء مدن المملكة بعد تأصيل الفكر التنموي وترجمته على ارض الواقع في المقر الرئيسي للشركة بجدة وبالتالي تصبح مناقلته لفروع وشركات (دلة البركة) في كافة أنحاء المملكة عملية سهلة ومجدية بإذن الله.