احتفى رواق السرد بأدبي جدة بالتجربة السردية للروائي ماجد الجارد خلال أمسية عقدت أمس الأول، أدارها الشاعر محمد سيدي، فيما قدم الجارد محاضرة تخللتها نصوص سردية ومداخلات عدد من الروائيين والنقاد. بدأت الأمسية بورقة نقدية لمحمد سيدي تناولت التجربة السردية للجارد، فيما بدأ الجارد مشاركته بمحور التجربة والبدايات القرائية لطفل كفيف ودور الأم والأسرة في توفير عالم بديل تمثّل في القراءة، وتناول الجارد شغفه في اكتشاف العالم من خلال القراءة والسفر ومباشرة الرموز التاريخية في غرناطة وروما وما أدى ذلك إلى استيعاب وتشكل التجربة الذهنية وإعادة انتاجها فيما تناوله بعد ذلك من سرديات إبداعية. ووقف المحور الثاني على البعد الخيالي وكيفية تكوين الوصف، خاصة بوجود مدرك مغيب. وقال الجارد في ذلك إن الوجود ليس ما تبصره فقط، بل موجودات أخرى يتمكن بإدراكها من إدراك كيفية صناعة المقاييس للجمال في الطبيعة والبشر والمنحوتات والفن، وذلك على إغفال البعد واللون والشكل وصناعة المقاييس الخاصة بكل كاتب. وتناول الجارد في محاورة اللغة وما تعطيه من مساحات للإبصار من خلال السرديات والمشاهد كرصد ملامح الخذلان في الشخصيات، وقال الجارد ان الوصف يملأ الفجوات لدى الكفيف لأن المفردة اللغوية ذات دلالة قد تحيل من صفة طبيعية إلى صفة بشرية، وأكد أن الدلالات واللغة والمجاز مخلصة للكفيف وتنقل إليه المشاهد أكثر من الأصدقاء وتقرأ فيها مشاهد ومقاطع مبصرة. وتلقى الجارد بعد ذلك سؤالا حول خضوع العمل السردي لتخطيط مسبق، وأجاب بأنه يهتم بالفكرة الأولية ويخطط للصفحة الأولى، وبعد ذلك توجد الشخصيات قدرها ويتحول النص لملكية الشخصيات داخل العمل. وأكد الجارد أن الشخصيات تتملكه، فزكريا في روايته «سولو» أصابه بلوثة وهيمن عليه لدرجة أنه أصبح يسافر وحيدا خارج البلاد، وقال إن أسرته سألته أين كنت وقد جاءهم أشعث فقال كنت في المقبرة إذ إن زكريا بطل الرواية كان يحفر قبرا. ونوّه الروائي طاهر الزهراني خلال مداخلته إلى نقاط القوة لدى الجارد وهو مجايله في التجربة السردية تكمن في الإدراك والإحساس واستحضار الأشياء بشكل مكثف. ووصف الروائي عبدالرحمن المرشود تجربة الجارد بالمتفردة، وأنها تملك ثيمة معاناة الفرد أمام شمولية المجتمع. وفي ختام الأمسية، كُرم ضيف الأمسية، وقدمت له درع النادي.