تعزيز التعاون السعودي الروسي يتضح من خلال تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء مباحثاته في اطار زيارته الرسمية لموسكو، حيث حرص - حفظه الله - على ابداء رغبته في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع، وهو تطوير مستقبلي ظهرت بوادره بوضوح من خلال هذه الزيارة. هذا التأكيد تترجمه سلسلة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت أثناء الزيارة بما يؤكد أهميتها في ظل سعي المملكة للدخول في مرحلة تاريخية ومفصلية من التطور الشامل وفقا للرؤية الطموح 2030 والتي تقتضي عقد شراكات بين المملكة والدول الصناعية الكبرى ومنها روسيا؛ لتوطين الصناعة بالمملكة والبحث عن قنوات جديدة للتعاون تصب في تحقيق المصالح المشتركة التي يهم القيادة الرشيدة بالمملكة ترجمة أبعادها على أرض الواقع. ولاشك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين فتحت آفاقا واسعة للتباحث حول أزمات المنطقة كما هو الحال في اليمن وسوريا وأزمة التدخل الإيراني في شؤون الغير وأهمية انهاء معاناة الشعب الفلسطيني بالتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية العالقة، وتطابق وجهات النظر والرؤى بين البلدين الصديقين حول تلك الأزمات يمهد لتسويات عقلانية لتلك الأزمات. من جانب آخر فان الانجازات الأمنية المتلاحقة التي حققتها رئاسة أمن الدولة والضربات الاستباقية التي وجهتها للفئة الإرهابية الضالة ولمثيري الفتنة والنعرات القبلية التي أشاد بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية تبين من جديد أهمية التزام الدولة بأمن المملكة الشامل، وهو التزام لابد من التمسك به وتطبيق مساراته لتحقيق رؤية المملكة الطموح لصناعة مستقبلها الواعد. وهي رؤية لا تتحقق إلا على أرض مفعمة بأسباب الاستقرار والطمأنينة والأمن وهو ما تسعى المملكة لاستمراريته من خلال استخدامها لقبضتها الحديدية الضاربة لاحتواء الإرهاب والجريمة تدشينا لصناعة مستقبل أفضل سوف يضعها بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة في مصاف الدول المتقدمة الكبرى في العالم، وهو تدشين تحول من حلم إلى خطة عملية من خلال السعي الدؤوب لتحقيق تلك الرؤية الصائبة. هي رؤية تعد نقلة حضارية نوعية في مختلف مجالات التقدم والبناء والنهضة وميادينها، ولا تتم الرؤية بطبيعة الحال إلا فوق أرض آمنة ومستقرة ومطمئنة، وهي علامات بارزة تؤكد عليها المملكة دائما لصناعة حاضرها ومستقبلها، وتعزيز مشاركاتها الواسعة مع الدول الصناعية الكبرى تجيء وفقا لثبوت تلك العلامات التي ترسخ الأمن في المملكة وتشدد عليه كعامل مهم من عوامل التقدم والبناء. وفي الوقت الذي تبحث فيه المملكة عن تلك الشراكات الكبرى لدعم رؤيتها الطموح الواثبة فانها متمسكة باستمرارية أمن البلاد والعباد كطريق وحيد وأمثل لتحقيق تلك الرؤية بحكم أن مسارات النهضة في كل مجال وميدان لا تتحقق على أرض الواقع إلا فوق أرض آمنة خالية من شرور الجرائم والفتن والاضطرابات، والمملكة انطلاقا من هذا المفهوم مهيأة لصناعة مستقبلها الواعد على أرضها الآمنة.