أدت متغيرات في أسواق الذهب بالمنطقة الشرقية إلى تخليها عن ممانعتها السابقة بشأن سعودة أنشطة السوق، لتصبح الآن أكثر استعدادا وترحيبا بقرار توطين القطاع، وذلك بحسب ما أوضح عدد من تجار الذهب بالمنطقة والخبراء الاقتصاديين. مشيرين إلى ان حالات التستر في السوق، واستحواذ عدد من العمالة الوافدة على بعض جوانب من أنشطته، كانت عوامل تشيع مخاوف من دخول الشباب السعودي للعمل في السوق. وأوضح رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية عبد الغني المهنا أن المنطقة الشرقية مستعدة الآن أكثر من أي وقت مضى لتطبيق قرار سعودة أنشطة سوق الذهب. وأعتبر أن قرار التوطين ناجح، خاصة وأننا نشهد انحسارا في تواجد العمالة الوافدة في السوق، وتراجع تعاملهم مع الزبائن بنسبة تقدر ب 95%، بسبب عدم رضاهم بالقرار الذي يقصر نشاط السوق على المواطن السعودي. وذكر المهنا انه لا توجد أي عقبات تواجه سعودة نشاط الذهب والمجوهرات في المنطقة الشرقية، وأن أسواقها مستعدة بالكامل لنقطة التحول هذه. وأشار إلى أن ما سيكسب السوق أمانة ومصدقية هو أن الموظف السعودي سيحافظ على بلده غير الوافد الذي يقوم بمزاولة هذا النشاط، فالوافد في حال ظهور أي مشكلة في السوق ينطبق عليه مثل «اضرب واهرب». من جهته أشار الخبير الاقتصادي فضل البوعينين الى ان قرار توطين نشاط الذهب والمجوهرات، هو من القرارات التي صدرت منذ فترات بعيدة، ولكن لم يتم تفعيلها بشكل أمثل، بسبب العديد من العوامل ومنها مواجهة وزارة «العمل»، حسب مسماها السابق، تحديات مرتبطة بآليات القطاع، وبحاجته لتوفير الكفاءات القادرة على إدارة قطاع الذهب. وقال البوعينين، فيما يتعلق بتوطين بعض القطاعات: عادة ما تواجه أي عملية توطين في البداية تحديات كبرى، ولكن يمكن التصدي لهذه التحديات، من أجل تحقيق هدف التوطين، بالاعداد وتدريب الكوادر وتوفير القدرات السعودية القادرة على إدارة القطاع المستهدف، وهذا ما يساهم في سلاسة تطبيق عملية التوطين، وأؤكد على ضرورة توفير قاعدة وبنية أساسية تخدم القرار قبل اصداره. وأعرب عدد من أصحاب محلات الذهب بالمنطقة الشرقية عن سعادتهم بتطبيق قرار سعودة الوظائف، مشيرين الى ان محلاتهم في معظمها كانت ملتزمة بسعودة الوظائف حتى قبل تطبيق القرار بسنوات، وان كثيرا من ابناء المنطقة يمتهنون هذه المهنة ابا عن جد، واكتسبوا خلال السنوات الطويلة من العمل بالمهنة الخبرات الهامة في مجالات الجودة والمعايير والتشكيل والتصنيع وفق ما تتطلبه أذواق الناس.