في كثير من الأحيان تزداد المشكلة سوءا بين الزوجين أثناء الخلاف بسبب طريقة الكلام والأسلوب المستخدم لعلاج المشكلة، ويتم تحويل الحوار من الحديث عن المشكلة إلى الحديث عن الألفاظ الجارحة ورفع الصوت والنظرات الحادة ومشاعر الغضب، فتزداد المشكلة تعقيدا ويزداد الخلاف الزوجي بسبب جهل الزوجين بأمرين: الأول عدم التحدث بطريقة صحيحة أثناء الخلاف، والثاني جهلهما بأساليب علاج المشكلة. بالنسبة للمشكلة الأولى وهي الأسلوب، فإننا ننصح بعشر نقاط مهمة لا بد من مراعاتها أثناء الحديث لعلاج المشكلة الزوجية، وهي، أولا: عند الحديث مع الطرف الآخر نبين له أنه مهم في حياتنا وأننا نحبه حتى نشعره بأن الخلاف الذي بيننا مؤقت وهو خلاف طبيعي، ثانيا: تجنب رفع الصوت أثناء الحديث فأكثر المشاكل الزوجية تزداد سوءا بسبب رفع الصوت والصراخ، ثالثا: اعتذر لو كنت مخطئا، وفي بعض الحالات لا مانع من الاعتذار حتى ولو لم تكن مخطئا حتى تخمد الخلاف، واعتبر هذه المبادرة تكتيكا ذكيا لحل المشكلة، رابعا: احرص أن تضرب أمثلة عند التعبير عن وجهة نظرك ولا يكون كلامك عاما، فالمثال يقرب الفكرة بوضوح ويقلل من نسبة الفهم الخاطئ، خامسا: احرص ألا تجرح أو تستهزئ بالطرف الآخر أثناء حوارك، سادسا: احرص أن تستخدم كلمات لا تثير الطرف الآخر وتتحدث عن نفسك مثل (أنا أشعر، أو أنا أفكر، أو أنا توقعت) بدل (أنت وأنت وأنت)، سابعا: اتفق مع الطرف الآخر في حالة تصاعد الغضب بينكما أن تتوقفا فترة ثم ترجعان لمتابعة الحوار، ثامنا: لا تحضر الماضي والقصص الخلافية القديمة أثناء النقاش في مشكلة حديثة حتى لا يتوسع الخلاف، تاسعا: بين الإيجابيات في الخلاف وأنه كان سببا في تعرفكما على بعض وفهمكما لبعض أكثر، وآخر نقطة في الأسلوب هي: ركز على ما هو الصحيح ولا تركز على من معه الحق، فإذا ركزت على ما هو الصواب فإنك بهذا التكتيك تحول المشكلة من شخصية إلى فكرية أو سلوكية فتكون سببا في حفظ العلاقة الزوجية. أما المشكلة الثانية وهي أساليب علاج المشكلة وهذه تعتمد على حسب نوعية الزوجين فلو كان أحدهما عقلانيا فإن أفضل أسلوب لعلاج المشكلة هو الاسلوب العقلاني بينما لو كان عاطفيا فالأسلوب العاطفي أفضل، وأذكر أني دخلت لعلاج مشكلة مع زوج عاطفي وزوجة عقلانية وكانا يتحدثان أكثر من أسبوع لعلاج المشكلة ولم يصلا لنتيجة فلما جلست معهما واكتشفت أن الزوج عاطفي قلت للزوجة قومي قبلي رأسه واحضنيه وقولي كلمتين حلوين فلما فعلت ابتسم وطاح الحطب فتفاجأت هي كيف تم معالجة المشكلة بسهولة وبالعاطفة وليس بالمنطق، ومرت على مشكلة أخرى على عكسها تماما كان الزوج عقلانيا والزوجة عاطفية وحاورها كثيرا لعلاج المشكلة دون فائدة، فلما قبلها وحضنها وكلمها كلمتين حلوين خرج كل ما في نفسها، فالناس أجناس وأفضل أسلوب لعلاج المشكلة أن نتحدث مع صاحب المشكلة بطبيعته وشخصيته فهذا أكبر مفتاح للعلاج. وأخيرا نقول إن أكثر الخلافات الزوجية تحدث بسبب المال أو الأولاد أو العلاقة مع الأهل أو العلاقات الحميمية، فهذه أكثر المشاكل حدوثا، وفي الغالب يمكن علاجها بالحوار لو ملك الزوجان الطريقة الصحيحة في الحديث أثناء الخلاف واستخدما الأسلوب الصحيح لعلاج المشكلة.