أظهرت عدة دراسات إحصائية أن انعدام الحوار بين الأزواج من أهم أسباب المشكلات الزوجية، وظهر في إحدى الدراسات بأنه السبب الثالث للطلاق. أمرُ لا يُستغرب فالحوار هو وسيلة التواصل والتفاهم بين الناس، فكيف يتوقع زوجان تحقيق التوافق والانسجام والاستمرار دون حوار؟!. لذا فإنه يتحتم على الزوجين أن يقيما معا حوارا هادئا يناقشان فيه مشكلاتهما و يكشف كل منهما عما يضايقه و ما يأمله من الآخر دون حرج أو خجل أو إخفاء أمر من الأمور، على أن يراعى ما يلي: . (الخريطة ليست هي المنطقة أو الموقع) : نظرتك للأمور و رأيك حولها و فكرتك عنها تختلف عن الطرف الآخر، و ليس من الضروري أن رؤيتك و فكرتك هي الصحيحة. . اختيار الوقت المناسب: حيث يجب تجنب الأوقات الصعبة لكلا الطرفين. . التركيز على موضوع واحد: بمعنى عدم فتح ملفات متعددة أو التشعب في مشكلات مختلفة. . الاتفاق على تسيير الحوار بطريقة هادئة و منظمة و عقلانية « آداب الحديث « : لاتقاطع ،اعطه اهتمامك، لا تحقر كلامه، ركز على إيجاد حلول وليس جدال فقط..الخ. . عدم الهجوم والاتهام حتى لايلجأ الطرف الآخر تلقائيا إلى أسلوب الدفاع عن النفس بدلا من تحليل المشكلة و مناقشتها. 6. مراعاة عقلية ونفسية الطرف الآخر من جميع النواحي حسب معرفة شريكه به، بمعنى التحدث معه بالطريقة التي تناسبه من حيث مستواه التعليمي، ذكر أو استخدام ما يستميله ويقنعه، الابتعاد عما يغضبه أو يثيره. . (المعايرة ): ويقصد بها ملاحظة السلوك التعبيري الخارجي للطرف الآخر من خلال حركات الجسم و تعبيرات الوجه لمعرفة الحالة النفسية الداخلية له و وقع الكلام و تأثيره عليه، و بالتالي تحديد التصرف المناسب بتغيير دفة الحديث أو الأسلوب أو إنهاء الحديث كليا. . عدم إشراك طرف ثالث في النقاش: إذا كانت المشكلة بسيطة و لا تستدعي ذلك. . اللغة: إن سوء الفهم يحصل بأمرين أحدهما أننا قد لا نوفق إلى العبارات المناسبة لوصف الموقف أو المشاعر و الثاني أن ما يعني لنا شيئا ربما يعني شيئا آخر عند غيرنا. . وأخيرا أنصح بشدة بالقراءة عن موضوعين: الأول خصائص كل من المرأة والرجل فيما يتعلق بهذا الموضوع، والثاني: الحوار، فهو فن عميق له أصوله و مهاراته. «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم». * مستشارة اجتماعية في مركز المسرة للاستشارات بجدة. [email protected]