أوضح مستثمرون وعاملون في قطاع الأقشمة في السوق المحلي أن سوق الاقمشة شهد انتعاشة خلال فترة الإجازة الصيفية، بسبب ما شهدته الإجازة من تركيز لعدة مناسبات منها عيدا الفطر والأضحى، وعودة المدارس، مقدرين ارتفاع المبيعات بنسبة 70% خلال هذه الفترة من العام الحالي. وأشار عضو لجنة الأقمشة والملابس الجاهزة في غرفة جدة علوي البيتي إلى أن انتعاشة سوق الاقمشة خلال هذا العام كانت خلال الأشهر الثلاثة الماضية حيث تركزت فيها الافراح والزواجات والاعياد، مبيناً ان الاجازات الماضية كان توقيت بعض هذه المناسبات متباعدا عن الإجازة على خلاف السنة الحالية. وأضاف: إنه نظرا لتكرار تركز هذه المناسبات لسنوات مقبلة في نفس الفترة فسيرسم العديد من التجار خططهم خلال الأعوام القادمة طبقاً لهذا المؤشر، والذي يشير إلى أنه في شهر رمضان تنتعش سوق الملابس الجاهزة، ومع تزامن العودة إلى المدارس مع شهر شوال فستنتعش اسواق الاقمشة، ومع عيد الأضحى ينتعش سوق تفصيل ملبوسات الافراح من فساتين نسائية أو ثياب رجالية. وقال البيتي: إن نسبة 70% من مبيعات هذا العام تركزت في الأشهر الثلاثة الماضية، موضحا أن سوق الأقمشة يشهد تراجعا في المبيعات لسببين أولهما: يعود الى تراجع عالمي في نشاط الاسواق، وثانيهما: اتجاه العملاء إلى الملابس الجاهزة والتي أصبحت متوفرة بمقاسات مناسبة وبأسعار جيدة وأيضاً مواكبة للموضة. وأشار البيتي إلى صعوبة إنشاء مصانع أقمشة محلية كونها تحتاج كميات ضخمة جداً من المياه والتي تتراوح ما بين 180 – إلى 250 لترا لكل كيلو جرام من منتجات الغزل والنسيج، والتي تُستخدم في مراحل خطوط الإنتاج المختلفة، والمياه تشكل عاملا صعبا أمام قيام تلك الصناعة والتي تتنافى مع بيئة شبه صحراوية تعتبر نشاطها إهدارا لثروة المياه، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العمالة، وأجور الاراضي أو المصانع وبالتالي ستؤثر بالسعر العام للمنتج، وهناك تجربة محلية في الأحساء قبل 15 سنة ولم يكتب لها النجاح لوجود تلك العوائق. وأوضح العضو في لجنة تجارة الاقمشة وليد العماري أن المملكة تعتبر من أفضل الاسواق العالمية للقماش لثلاثة أسباب أولها: موسم العمرة والحج والذي تزدهر فيه الكثير من القطاعات من ضمنها قطاع الاقمشة خصوصاً في المنطقة الغربية، وأيضاً وجود نظام عالمي في المملكة للمواصفات والمقاييس الخاصة بالأقمشة يحمي من الغش التجاري، إضافة إلى الذوق العالي للسكان المحليين والذي يتميز باقتناء الخامات المتميزة. وأكد العماري أن العام الحالي أكثر الأعوام تراجعا في مبيعات أسواق الاقمشة مقارنة بالأعوام الماضية، يعود بعضها إلى تمسك ملاك المكاتب والمحال التجارية بأسعار الايجارات المرتفعة رغم التحديات التي يواجهونها والتي تجبرهم على خفضها في ظل تراجع عوائد تجارة الأقمشة، وهذا ما أوجد الكثير من العروض التجارية لمحال الاقمشة والملابس، خصوصاً في محال الأقمشة الرجالي التي تأثرت أكثر من قطاع الاقمشة النسائي.