تزايد الإقبال على شراء الملابس الشتوية، استعداداً لموسم الشتاء، ما أدى إلى نمو مبيعات الأقمشة الرجالية الشتوية بنسبة تتراوح ما بين 5 و7 في المئة خلال الفترة الجارية مقارنة بالعام الماضي، وسط توقعات بارتفاع أسعار الأقمشة الرجالية بنسب تصل إلى 30 في المئة. وتوقع المدير التنفيذي لشركة الحريبي للأقمشة الرجالية طارق باعباد، أن ترتفع مبيعات الأقمشة الشتوية هذا العام بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وقال: «لاحظنا وجود حركة شرائية باكرة هذه السنة مقارنة بموسم شتاء العام الماضي». وأكد باعباد ل«الحياة» أن الثوب السعودي عاد من جديد عند فئة من الشباب، والسبب هو ظهور أسماء جديدة في عالم تصميم الثوب السعودي وتفصيله وخياطته متماشياً مع ثقافة أهل المنطقة، إذ نجحت هذه الأسماء في استقطاب فئة من الشباب إلى العودة إلى ارتداء الثوب السعودي، إضافة إلى حب التميز والأناقة التي يبحث عنها الشاب السعودي وتدفعه إلى اختيار نوعية القماش بنفسه، وكذلك تفصيله وخياطته بالطريقة التي يفضلها، ما أثر إيجابياً في صناعاتنا وتجارتنا وبالتالي أدت إلى انتعاش سوق الأقمشة الرجالية. وحول المشكلات التي تواجه تجارة الأقمشة الرجالية في السعودية، قال إن أهمها يتمثل في «عدم وجود إحصاءات دقيقة عن حجم واردات الأقمشة الرجالية، وما نتوصل إليه من إحصاءات هو خليط من إحصاءات الأقمشة الرجالية والنسائية مع إحصاءات الملابس الجاهزة وغيرها». وأضاف باعباد: «لجنة الأقمشة والملابس الجاهزة في الغرفة التجارية دورها محدود، ولا يوجد قسم مختص بالأقمشة الرجالية فقط، ما قلص دورها في تطوير هذه التجارة محلياً»، معرباً عن اعتقاده بأن إنشاء قسم مختص بالأقمشة الرجالية تحت مظلة لجنة الأقمشة والملابس الجاهزة سيلعب دوراً رئيسياً في حماية المستهلك ومساعدة تجّار ومستوردي الأقمشة الرجالية». وعزا باعباد عدم وجود مصانع للأقمشة في السعودية إلى «كلفة صناعة الخيوط التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة، مع احتكار بعض الدول لهذه الصناعة، إضافة إلى كون صناعة الأقمشة تتطلب وفرة بعض الموارد الطبيعية ومنها المياه». ورجح ارتفاع أسعار الأقمشة الرجالية خصوصاً المستوردة من اليابان لعام 2012 بنسب متفاوتة قد تصل كحد أعلى إلى 30 في المئة مقارنة بالعام الحالي، نتيجة لعدة عوامل من أهمها الارتفاع العالمي في أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الأقمشة، وكارثة تسونامي التي حدثت في بداية عام 2011 والتي أثرت بشكل سلبي في القطن والسلك الطبيعي والمواد الأخرى المستخدمة في غزل النسيج، ما أدى إلى التأثير على الطاقة الإنتاجية لمصانع الأقمشة اليابانية ومصانع الصباغة وارتفاع الكلفة. من جهته، أوضح الخياط محمد إحسان أن القماش الياباني يعد من أفضل الأقمشة، ويستحوذ على نسبة كبيرة من رغبة الزبائن في السعودية لجودة خامته، وأسعاره تتراوح ما بين 500 و5 آلاف ريال بالنسبة للفة الواحدة، وتحتوي على أكثر من 20 متراً، والقماش الكوري ما بين 150 و300 ريال للفة الواحدة، والأسعار تتوقف على العرض والطلب. أما سمير علي وهو أحد العاملين في محل للخياطة الرجالية أكد أن أسعار الأقمشة تتراوح ما بين 150 و500 ريال بحسب نوع الثوب والمنشأ.